من أين للسعد ما ندري وللرازي
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
من أين للسعد ما ندري وللرازي | فيما نحاول من كشف وإبراز |
هما يقولان عن إدراك عقلهما | في الله تقييس بنيان بهنداز |
من عصبة واجهوا بحر الشريعة مع | دعوى النفوس فنالوا ملء أكواز |
وينقل البعض عن بعض ويكنز ما | يروي فهم بين نقال وكناز |
حتى إذا فهموا أقوال من سلفوا | وحرروها بتطويل وإيجاز |
قالوا الجهابذة النقاد نحن فمن | لنا يساوي وأين البوم والبازي |
كبائع الخبز لا يدري العجين ولا | طحن الدقيق ولا نيران خباز |
سوى التناول مع تصفيف أرغفة | والبيع للغير في شام وأهواز |
وفاض نحن علينا البحر فامتلأت | به بواطننا من غير إعواز |
والحق واجهنا في كل ما علمت | حواسنا ثم لم نحتج لإجهاز |
وزال لبس العمى عنا بطلعته | بنا وهم أسر الباس والغاز |
ونحن قلنا عن الفتح المبين وعن | نطق الوجود مقالا ليس بالخازي |
لنا الحقيقة سر الغيب نكشفه | عن المعاني التي في طي إعجاز |
بالفقر قمنا على أبواب عزة من | عنه صدرنا بتقدير وإفراز |
كالبرق نلمع عن توجيه قدرته | مصورين به فيه بإحراز |
والسعد يدرك والرازي ونحوهما | جمود ما هم به كالهازل الهازي |
والحق حاجبهم عنه بأنفسهم | مقيدين بألقاب وأنباز |
وأمرهم عنه ممتاز بما زعموا | وأمرنا نحن عنه غير ممتاز |
معلقين به في كل حالتنا | نلجا إليه بإكرام وإعزاز |
وهم يظنون ما هم فيه محض هدى | وغيره قول هماز ولماز |
وعلمهم قطرة من علمنا مزجوا | بها مقالات طاغي الدين غماز |
من رأى فلسفة حمقى مزخرفة | بادت بسيف من الإسلام هزهاز |
علم الكلام الذي باعوا به وشروا | من الكلام كثيرا بيع بزاز |
وقد نهى السلف الماضون عنه وهم | لم ينتهوا حيث لا يغزوهمو غازي |
لو لم تكن فيه سمعياته لغدت | منه مقالاته أقوال طناز |
ولقبوه أصول الدين حيث لهم | فيه مباحث سمعيات مجتاز |
والدين ما أصله إلا الكتاب وما | في سنة المصطفى وعد بإنجاز |
فخذ عن الله ما جاء الكتاب به | من العقائد مع إيمانك الشاز |
وما به السنة الغراء قد وردت | على مرادهما إيقان فواز |
تظفر بمعنى أصول الدين أجمعها | وتسترح من كلام فيه أزاز |