يا عابدا ربا بتصويره
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يا عابدا ربا بتصويره | وعقله من تحت تسخيره |
يفهم شيئا ويظن الذي | يفهمه الله بتسطيره |
خالقك الله بلا شبهة | وخالق العقل وتصويره |
من لم يكن يعجز عن علمه | بربه فاه بتغييره |
فإن ما في عقله كله | خلق له من بعض تأثيره |
يا قانعا بالعقل في ربه | ما ثم فيه غير تقديره |
وإنك المحجوب عنه بما | تخيلته النفس من غيره |
تظن أن الله ذاك الذي | عقلته تلجأ إلى خيره |
هيهات هيهات فيا ويح من | يعبد مفهوما بتدبيره |
يدعوه في سر وجهر ولن | يجيبه في حال تعسيره |
لأنه في عجزه مثله | خلق عليه وسم تحقيره |
يجله وهو له خاضع | معترف عنه بتقصيره |
وكل هذا حاصل منه في | صورة معنى مثل تعبيره |
ما عنده الإيمان بالغيب كي | يزول تنجيس بتطهيره |
ويعرف الله القديم الذي | ما مثله شيء بتطويره |
والله حق والسوى باطل | فاحذر من العقل وتزويره |
واثبت على الشرع وما جاء من | أحكامه تظفر بتنويره |
وافهم من القرآن مستدركا | ما خرب العقل بتعميره |
واقبل على الغيب وكن واثقا | به وخف من حكم تدميره |
واقطع بعجز الكل عن دركه | واهرب من العقل وتحكيره |
عجبت ممن يترك الفهم في القرآن | لا يلوي لتفسيره |
ليعرف الرب به وهولا | ينهى عن العقل وتفكيره |
تراه يخشى الفهم في آية القرآن | تلقيه لتكفيره |
ولا يخاف العقل يطغى به | كأنه يقضي بتوقيره |
فافهم كتاب الله واحكم بما | فيه على الأدنى وقطميره |
واضرع إلى ربك ترجوه في | تهليله حقا وتكبيره |
وإن أراك الله فضل امرىء | من كامل الدنيا وتحريره |
فثق به واركن إلى قوله | واعكف على تكرار هجيره |
واشممم شذا الروض من نفسه | وعش به واقنع بتعطيره |