تبارك الله ما في الدار ديار
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
تبارك الله ما في الدار ديار | وإنما هي نيران وأنوار |
وقد أماطت سليمى عن براقعها | فوجهها مشرق والطرف سحار |
وما الجميع سوى إشراق بهجتها | دوائر كلهم عنها وأدوار |
إن أومأت كانت الأكوان ظاهرة | عنها وإلا ففيها الكل أسرار |
جلت عيون بها لها نظرت | في صبغ الكون حيث الكون أطوار |
يا مالك الملك منا قد ظهرت لنا | وأنت أعياننا والاسم أغيار |
ملكتنا فملكنا ما ملكت وعن | ذواتنا قد أميطت منك أستار |
وإنما هي ذات بالورى كثرت | فقل شموس وقل إن شئت أقمار |
رنات أوتار أسماء لذاتك لا | كما يقولون رنات وأوتار |
بها طربنا وفيها أنت مطربنا | وما لغيرك إسماع وإبصار |
سقيتنا أيها الساقي بأكؤسنا | خمر التجلي وفينا دب إسكار |
ونحن كأس وأنت الخمر نشربه | وكل معنى أتانا منك خمار |
كتبتنا بك في ألواح نشأتنا | فنحن عنك أحاديث وأخبار |
صرف الوجود به عنه الشؤون بدت | كما الدخان له قد أبدت النار |
وما كذلك نفس الأمر في نظري | وإنما نحن يا مولاي أحرار |
وإننا أنت لا شيء سواك هنا | ولكن الحكم هتاك وستار |
إيماء جفنك يا ذا العين يظهرنا | فأتقياء كما شاءت وأبرار |
وأنت أنت على ما أنت من قدم | ونحن نحن فلا نقص ولا عار |
وهذه نسب أنت اعتبرت لها | فيها فكان لهم كتم وإظهار |
وحاصل الأمر أن الأمر حاصله | هذا ولكنه بالغير غرار |
الله أكبر لا يدري مقالتنا | في كوننا غيرنا والكل محتار |
الله أكبر لا يدري مقالتنا | في كوننا غيرنا والكل محتار |
الله أكبر نحن الغائبون به | عنا وليس لنا في ذاك آثار ولا سوانا من الأكوان يعرفنا والغيب نحن وهذا القول إضمار الله أكبر عزت ذاته وعلت فليس تدرك آراء وأنظار |
وهو العليم به في الكل ليس له | عنه خفاء فذو لطف وجبار |
بدا فقالوا هي الأرواح قد حكمت | على جسوم لها في الكون أعمار |
وهو الخفي فلا أرواح تعرفه | ولا جسوم وحارت فيه أفكار |
فإن يشأ يهتدي كل إليه بما قد ضل فيه وعنه زال اكفار وإن يشأ فيما قد آمنت كفرت | قوم وإن شاء فالإقلال إكثار |
حقيقة ما اقتضى شيء لها أثرا | ترومه فهي إيراد وإصدار |
ولم نقل مثل ما قد قال شاعرهم | وإنما هي إقبال وإدبار |
أنا الذي قول محيي الدين قلت به | بيتين ضمنهما للناس تذكار |
البحر بحر على ما كان من قدم | إن الحوادث أمواج وأنهار |
ولا أقول بتكرار الوجود ولا | عود التجلي فما في الأمر تكرار |