أرشيف الشعر العربي

نعم لقلوب العاشقين سرائر

نعم لقلوب العاشقين سرائر

مدة قراءة القصيدة : دقيقتان .
نعم لقلوب العاشقين سرائر من الغيب قد ضمت عليها الضمائر
يحركها صوت السماع بوقعه فتظهر منها للعيان الأشائر
هو الدف والطنبور والوتر الذي يسير به للوتر في الكون سائر
أعد ما بدا يا منشد القوم عندنا بصوتك واطربنا فيرشد حائر
وتفتح أغلاق المعارف واللقا تدق له بين القلوب البشائر
كشفت حجاب الكون عنا بذكر من عليه من الأغيار مدت غدائر
وأظهرت سرا طالما قد كتمته وبالغير في أرض القريحة غائر
وأذكرت عهدا من ألست بربكم به شخصت منا إليه البصائر
وقد حيعل المزمار بالوجد بيننا وضجت بتأذين الغناء المنابر
ألا أيها الناي الرخيم كشفت عن سرائر شوقي يوم تبلى السرائر
وأشبهتني في نفخ روحي وقد بدت لقلبي هنا من سر قلبي ذخائر
عليل الهوى أضحى يعلله الهوى وقد جبرت بالكسر منه الجبائر
يموت ويحيى كلما لمعت له بروق الحمى النجدي وغرد طائر
وإن نفحت ريح الصبا في دياره بها هو نقع كله وهو ثائر
سمعت كلاما قد أتاني به الصبا عن المطلع الشرقي له أنا دائر
فهمت بوجدي إذ فهمت رموزه فها أنا للبرق اللموع أساير
وما كل أذن طارقات الهوى تعي ولا كل طرف فيه تجلى الحرائر
تغار سليمى إن رأى غيرها امرؤ كما قد عهدناها تغار الضرائر
صدقتك هذا الركب طال به السرى وجار عليه بالمحبة جائر
ولولا التسلي بالتجلي لأحجمت دوائر أفلاك الوجود الدوائر
على مثل هذا الوجه تلتهب الحشى ومن حسنه فينا تشق المرائر
وما ذاك إلا وجه سلمى فإنه يغاير للأشيا وليس يغاير
بدا فأزيلت عنه أستار غيره وقد غفرت للمذنبين الكبائر
وكنا وما كنا وكان ولم يكن وما ثم إلا قدسه والحظائر
وجود ولا أعني الوجود الذي بدت من الكون أشباه له ونظائر
ولكن وجود مطلق عن تقيد بإطلاقه والكل منه شعائر
وكل وجود مطلق أو مقيد بعقل وحس فهو عنه ستائر
إذا لاح غبنا فيه عنا جميعنا وإن غاب نحن السائبات البحائر

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (عبد الغني النابلسي) .

إن كنت لم ترض عن النفس

هو الله ربي هو المبتدا

قلب المحقق واجد بل فاقد

يا طلعة الأنوار في جنح الدياجي

شملتني بثوبها المنقوش


مشكاة أسفل ٢