بيني وبينك يا قديم جدار
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
بيني وبينك يا قديم جدار | هو جملتي بك حادث يا جار |
والكنز أنت وراء ذلك كله | والطلمسات العقل والأفكار فتحت رياضتنا إليك طريقة والشرع باب والحقيقة دار |
وبدا جمالك للعيون وزال عن | وجه القلوب من الغيوب خمار |
يا طلعة هي للمتيم جنة | تجري بها من تحتها الأنهار |
أنهار أنواع العلوم فما السوى | لا الحقائق منك والأسرار |
بتنا وأصبحنا نراك فليلنا | من نور وجهك يا مليح نهار |
ولقد نزلت فكنت جملة كوننا | وتفككت عنا بك الأزرار |
والوجه شقق بالظهور ثيابنا | حتى بدا وأزيلت الأستار |
الله أكبر هذه ذات الذي | نحن الشؤون لديه والأطوار |
والماء أيضا والتراب له به | كان التجلي والهوا والنار |
وكواكب الأفلاك قبل ظهورنا | أصل لنا تزجى بنا وتدار |
والعرش منشأنا وكرسي الملا | هيآتنا ونفوسنا الأقدار |
ولنا السموات العلية كونت | والأرض والظلمات والأنوار |
ولأجلنا ظهر الوجود بكل ما | هو ظاهر وأنارت الأسحار |
ودوائر حركاتهن تناسقت | بعض لبعض ما لهن قرار |
كالبرق في التغيير وهي جوامد | عند النواظر فاسمها أغيار |
طورا هناك وتارة هي ههنا | ظهر اللطيف بهن والجبار |
ووراءهن حقيقة مطوية | منشورة حارت بها الأبصار |
أسماؤها أسماؤهن وذاتها | هي ذاتهن لمن له استبصار |
وهي المقدسة المنزهة التي | جلت فتاة بها الجميع وحاروا |
وتحققوا بالعجز عن إدراكها | وبها إليها في الكمال يشار |
عرفوا بها منهم حقائق أنفس | خفيت فكان بنورها الإظهار |
والحكم منها نازل في حقهم | شهدت به الآيات والأخبار |
ولأجله جاء الخطاب بعزهم | ولهم تزايد عندها المقدار |
لولا مقالة كن الشيء لم يكن | هي هذه الكلمات والأذكار |
وكذاك لولا الحكم كان الكل في | نقص ولم يك للكمال منار |
وتشابه الإنسان والحيوان إذ | رجل يقال مكون وحمار |
هذا هو الحق اليقين وغيره | قول عليه تعين الإنكار |