دوار أوهام بها شغل الفكر
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
دوار أوهام بها شغل الفكر | فظاهرها خلق وباطنها أمر |
فتوحات محيي الدين عنها عبارة | أتتنا من البكري مشرقة بكر |
فهمنا بها لما فهمنا خطابها | وفي قولنا قد بان من بحرها الدر |
وذلك علم العين بالغين نقطة | هي الكاس والسر الإلهي هو الخمر |
وما العين إلا الغين بالذات باطنا | كما ظاهرا بالوصف ثناهما الذكر |
مقام أولي التحقيق كالشمس رفعة | ومرتبة الإفصاح عنهم هي البدر |
ولم ينتقل شيء إلى البدر في السما | من الشمس بل طي الضياء له نشر |
فغيرية الأعيان خلق لأنها | بظاهرها الفاني الكثير هي المكر |
وباطنها الباقي الذي هو واحد | هدى حيث لا زيد هناك ولا عمرو وما تم إلا الوهم قوة حضرة إلهية عنها بدا السر والجهر |
تجلت كما شاءت وشاءت كما درت | وتدري كما يعطيه في نفسه الأمر |
فكنها على غيب ولا كنه ترتجي | لها فسواها موجها وهي البحر |
وما حل في الأمواج بحر ولا به | قد اتحدت بل تلك عنه لها البر |
ولا هي حلت فيه إذ لم يكن لها | وجود سواه وهي منه لها قدر |
هو الحق والأكوان قاموا به له | كما صور التخييل يحفظها الفكر |