فكفي أراني ويك لومك ألوما
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
فكُفّي! أرَاني، وَيْكِ، لَوْمَكِ ألوَما | هَمٌّ أقَامَ عَلى فُؤادٍ أنْجَمَا |
وَخيَالُ جِسْمٍ لم يُخَلّ له الهَوَى | لَحْماً فَيُنْحِلَهُ السّقامُ وَلا دَمَا |
وَخُفوقُ قَلْبٍ لَوْ رَأيتِ لَهِيبَهُ | يا جَنّتي لَظَنَنْتِ فيهِ جَهَنّمَا |
وَإذا سَحابَةُ صَدّ حِبٍّ أبْرَقَتْ | تَرَكَتْ حَلاوَةَ كُلّ حُبٍّ عَلقَمَا |
يَا وَجْهَ داهِيَةَ الّذي لَوْلاكَ مَا | أكلَ الضّنى جسدي وَرَضّ الأعظُمَا |
إنْ كَانَ أغْنَاهَا السُّلُوُّ فإنّني | أمْسَيتُ مِنْ كَبِدي وَمنها مُعْدِمَا |
غُصْنٌ عَلى نَقَوَيْ فَلاةٍ نَابِتٌ | شمسُ النّهارِ تُقِلُّ لَيلاً مُظْلِمَا |
لمْ تُجْمَعِ الأضدادُ في مُتَشَابِهٍ | إلاّ لتَجْعَلَني لغُرْمي مَغْنَمَا |
كَصِفاتِ أوْحَدِنَا أبي الفَضْلِ التي | بَهَرَتْ فأنْطَقَ وَاصِفِيهِ وَأفْحَمَا |
يُعْطيكَ مُبْتَدِراً فإنْ أعْجَلْتَهُ | أعطاكَ مُعْتَذِراً كَمَنْ قد أجرَمَا |
وَيَرَى التّعَظّمَ أن يُرَى مُتَواضِعاً | وَيَرَى التّواضُعَ أنْ يُرَى مُتَعَظِّمَا |
نَصَرَ الفَعالَ عَلى المِطالِ كأنّمَا | خَالَ السّؤالَ عَلى النّوالِ مُحَرَّمَا |
يا أيّهَا المَلَكُ المُصَفّى جَوْهَراً | من ذاتِ ذي المَلكوتِ أسمى من سَمَا |
نُورٌ تَظاهَرَ فِيكَ لاهُوتِيُّهُ | فتَكادُ تَعْلَمُ عِلْمَ ما لَنْ يُعْلَمَا |
وَيَهِمُّ فيكَ إذا نَطَقْتَ فَصاحَةً | من كُلّ عُضوٍ مِنكَ أنْ يَتَكَلّمَا |
أنَا مُبْصِرٌ وَأظُنّ أنّي نَائِمٌ | مَنْ كانَ يَحْلُمُ بالإلَهِ فأحْلُمَا |
كَبُرَ العِيَانُ عَليّ حتى إنّهُ | صارَ اليَقِينُ مِنَ العِيانِ تَوَهُّمَا |
يَا مَنْ لجُودِ يَدَيْهِ في أمْوالِهِ | نِقَمٌ تَعُودُ على اليَتَامَى أنْعُمَا |
حتى يَقُولُ النّاسُ مَا ذا عَاقِلاً | وَيَقولُ بَيْتُ المالِ مَا ذا مُسْلِمَا |
إذكارُ مِثْلِكَ تَرْكُ إذكاري لَهُ | إذْ لا تُرِيدُ لِمَا أُريدُ مُتَرْجِمَا |