أنا كل الوجود والكائنات
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أنا كل الوجود والكائنات | أنا كل الأرواح كل الذوات |
أنا كل العقول بل كل شيء | في جميع الأزمان والأوقات |
ليس كل الوجود إلا أسامي | والمسمى بكل ذلك ذاتي |
والتباسي عليك حيث لباسي | كل شيء يلقيك في الآفات |
يا بني هذه العصابة إني | جاعل حبكم مكان حياتي |
لي فؤاد يحن شوقا إليكم | كل حين في سار الحالات |
إنما نحن واحد نتجارى | في بحار الوجود كالموجات |
لمحات تلوح من نور أمر | وبقاء الجميع في اللمحات |
ولعين العيون في كل شأن | صور تستقل عند عداتي |
والتجلي في كل نوع مفيد | عكس ما نحن فيه والحق آت |
واقترابي تباعدي وعلومي | عين جهلي والنفي في إثباتي |
حبذا ضجة السماع سحيرا | إن تكن بالدفوف والنايات |
وصرير الطنبور والجنك لما | شاكلته رقيقة النغمات |
وصياح السنطير للهو يدعو | وكؤوس الطلا بأيدي السقاة |
مجلس فيه موسم للأماني | وهو بالأنس حف واللذات |
سيما والملاح تخطر فيه | بوجوه محمرة الوجنات |
هذه هذه المظاهر لاحت | لا خصوص الشخوص والهيآت |
صرخ الناي فاستمع يا نديمي | وتنصت لهذه النفخات |
وتأمل ما في سماعك منه | وخذ الأمر من يد الأصوات |
صور تلك في السماع تجلت | ثم ولت وما لها من ثبات |
واضطراب الجسوم بالوجد يحكي | دوران الأفلاك بالحركات |
عارف الله عارف كل شيء | وسواه من جملة الأموات |
كثر القول من ذي الجهل فينا | فالصواب السكوت بالإخبات |
قولهم صادق عليهم لأن الحكم | فرع عن التصور آت |
والذي نحن فيه هم في سواه | أين نور الهدى من الظلمات |
لو يحوزون ذرة من صواب | تركونا وهذه الآيات |
يا أخي العين لو ترى بك ما بي | كنت مثلي تفوه بالشطحات |
أنا صب أهيم في كل شي | حيث ألغيت جمل الكائنات |
وتجلت علي ذات خمار | نورها لاح من جميع جهاتي |
وأنا حافظ قضية حكمي | والحدود التي بهن نجاتي |
فلهذا أحب كل لذيذ | وفؤادي يدوم في الشهوات |
وأنا مغرم بكل مليح | في حياتي هنا وبعد مماتي |
وإذا لامني الجهول أنادي | حسبك الجهل عن أتم صفاتي |