قد فال من قال من جهل وإغواء
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
قد فال من قال من جهل وإغواء | عن حكم تكليف ربي عبده الثائي |
ما حيل العبد والأقدار جارية | عليه في كل حال أيها الرائي |
ألقاه في البحر مكتوفا وقال له | إياك إياك أن تبتل بالماء |
حتى عليه فتى من أهل ملتنا | قد قال في رده نظما بإنشاء |
إن حفه اللطف لم يمسه من بلل | وما عليه بتكثيف وإلقاء |
وإن يكن قدر المولي له غرقا | فهو الغريق وإن ألقي بصحراء |
يعني إذا كان في علم الإله له | سعادة علمت من غير إشقاء |
فهو السعيد وإن كانت شقاوته | في العلم فهو شقي هكذا جائي |
والعلم يتبع للمعلوم من أزل | مقالة الحق للقوم الإخصاء |
كذا الإرادة والتقدير يتبع ما | في العلم من غير تأخير وإبطاء |
فالله قدر ما في العلم كاشفه | بما بإيجاده سمى بأشياء |
إذ لا مضل بلا إضلاله أحد | ولا يسمى بهاد دون إهداء |
ولا معز بلا شخص يعززه | ولا مذل بلا قوم أذلاء |
وهكذا سائر الأسماء منه لها | قوابل كظلالات وأفياء |
قديمة وهي معلوماته أزلا | معدومة العين في محق وإفناء |
والله سمى علام الغيوب بها | ترتبت هكذا ترتيب إنهاء |
وهي التي كشف العلم القديم بها | من قبل إيجادها فافطن لأنبائي |
حتى أراد لها قدما فقدرها | طبق الذي هي فيه ضمن أجزاء |
فلم يقدر سوى ما العلم حققه | ولا أراد سواه دون أخطاء |
وقل على كل شيء حكم قدرته | لكن بمعلومه خصت بإبداء |
ولم يكن عبثا تكليفه أبدا | والكتب حق مع الرسل الأدلاء |
والأمر والنهي من رب العباد على | عباده لا لسراء وضراء |
ولا لأجل امتثال الأمر أو غرض | له تعالى ولا منع وإعطاء |
وإنما هو تمييز الخبيث هنا | من طيب ومراض من أصحاء |
وفي القيامة عدل الله يظهره | والفضل أيضا لأقوام اعزاء |
فليس في شرعنا جبر ولا قدر | وإنه فعل مختار بإمضاء |
وقول من قال والأقدار جارية | ما حيلة العبد تغليط بشنعاء |
ما حيلة العبد في فعل يكون له | بالقصد منه بلا جبر وإلجاء |
أحاط علما به ربي فقدره | قدما عليه بعدل بعد إحصاء |
من غير ظلم وحاشا الله يظلم من | عليه يحكم عن علم بإجلاء |
ألقاه في البحر مكتوفا مغالطة | وكيف يكتفه مع قصد إجراء |
والكل ما هو بالمجعول في عدم | بل إنه مقتضى الأسما الأجلاء |
والجهل تعريفه الإنشاء من عدم | وليس بوصف معدوم بإنشاء |
فافهم وحقق لنفس الأمر معتبرا | حكم الإله بعلم لا بجهلاء |
هذا الذي قد أخذنا عن مشايخنا | أولي الهداية والتقوى الألباء |
عناية الله أعلى الله طائفة | بها على غيرهم من مفتر سائي |
عبد الغني له الرحمن وفقه | فبثها للتلاميذ الأخلاء |
لعل تأتيه منهم دعوة فيرى | قربا بها من عظيم الفضل معطاء |