أنكرت ويك ودادها المعلوما
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أنكرت ويك ودادها المعلوما | فأذاع دمعك سرك المكتوما |
وزعمت نسيان الأوانس بعدما | غادرن قلبك للغرام غريما |
دع هذه الدعوى فلست بقادر | يوماً على أن لا أراك سقيما |
نفس الصبا أغراك في زمن الصبا | بصبابة تذر السليم اليما |
ونحول جسم المرء أعدل شاهد | يقضي بكون فؤاده مكلوما |
وَلَكم إلى سوق المنون بسحرها | تِيْك العيون متيم قد سيما |
لو سلمت سلمى عليك لسلمت | شبحاً بسم هوى الحسان سليما |
أتراك تترك أن تحاول وصلها | فتثوب عن سام الصدود سليما |
تبدو لعينيك دارها ومزارها | من دونه هول يهيم الهيما |
شرعت لها ما بين أنياب الأساود | والأسود سبيلها المعلوما |
يا دارها حيتك مرزمة الحيا | وعِمِي صباحاً إذ ضممت ظلوما |
فوحق ساكنها يميناً بَرَّة ً | لا فاجراً فيها ولا مأثوما |
لا زلت معتكفاً بحانة حبها | ولشرب كاسات المدام مديما |
حتى يئوب القارضان ويعجز الجاني | أبا بكر ابن إبراهيما |
ملك له عنت الوجوه وأذعنت | إذ كان نافذ أمره مبروما |
ملك أدال لملة الإسلامبالعضب | الحسام العز والتعظيما |
وأقام دين محمد بمهند | أمضى به التحليل والتحريما |
راض لما يرضى الإله وساخط | من كل فعل يسخط القيوما |
ما زال منتصراً لملة أحمد | حتى أبان العلم والتعليما |
بجهور الفيحاء راية ملكه | خفقت فتشرف ذلك الإقليما |
أضحت به حرماً وأضحى كعبة | فيها ومرساها غدا تنعيما |
ساوى بها بين الورى فبسوحها | لا ظالماً تلقى ولا مظلوما |
وهو الذي لمن اهتدى ومن اعتدى | يولى الجميل ويقطع الحلقوما |
وبذابل في كفّه وبنائل | منها ترى المطعون والمطعوما |
أسد له الأسد القشاعم طُوَّعٌ | في الحرب ترهب بأسه المخدوما |
مهما تزره تجده في وزرائه | بل في البسيطة كلها المخدوما |
في حضرة جُلَّت فلم تسمع بها | لغواً ولا لغطاً ولا تأثيما |
وإذا أديرت كأس ود بينهم | في الرأي كان مزاجها تسنيما |
إن تَدْعُ يا مهراج مجتدياً يجب | من قبل إخراج اللسان الجيما |
سبق الملوك إلى العلا ولقد أتى | متأخّراً فاستوجب التقديما |
وعلى جلالته ورفعة شأنه | في حر جبهته تلوح السيما |
عز النظير بهذه الدنيا له | في المجد حتى أشبه المعدوما |
أمَّ الأنام إلى الفخار فهل ترى | ذا مفخر إلا به مأموما |
رباه حجر المجد حتى جاءنا | عمّا يدنس عرضه معصوما |
يا أيها الملك الجليل مقامه | لا زلت في أوج الكمال مقيما |
عذراً فأنى تعرب الألفاظ عن | علياك حتى تودع المرقوما |
إني سبرت ملوك عصري ممعناً | ممّن تدير فارساً والروما |
فوجدتك الملك الجدير وغيرك | المظنون والمشكوك والموهوما |
وإليكما بكرية بكرا زهت | بالحسن تشبه درها المنظوما |
أومت مسلمة فأخجلها الحيا | وتحية الملك العظيم الإيما |