غلت يد العادي إلى صدره
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
غلت يد العادي إلى صدره | ورد كيد الخصم في نحره |
والله جلت ذاته حافظ | حافظ دين الله في عصره |
خليفة الحق الذي اختاره | في برّه الباري وفي بحره |
يدبر الكافر مكرا به | وأين مكر الله من مكره |
شلت يد القاصد بالسوء من | تنفيذ أمر الله في أمره |
ما لبغات الطير في جوّها | تطمع في نيل أَذى نسره |
وذلك الغادر لا بد أن | يكرع من مر جنى غدره |
أفٍ له أفٍ وتفٍ لمن | أغراه أو ساعد في نكره |
أهكذا يصنع من يدعي | شهامة النفس لدى فخره |
كلاّ ولكن هذه شيمة ٌ | لِلائث الخمر على شعره |
لو أنهم ممّن يروم العلى | لا قوه يوم الروع في مجره |
يستنصرون الصفر وهو الذي | في بيضه النصر وفي سمره |
أعجزهم ليث الشرى في الوغى | فاعملوا الحيلة في ختره |
وما دروا أن الذي حاولوا | أذاه لا يطمع في ضره |
عليه من كيد العدا جنة ٌ | صائغها الرافع من ذكره |
إثم تولت كبره أمة ٌ | يعرفها العالم من أسره |
من شانها بث بذور الشقا | في الأرض والنفخ على جمره |
إن تذر بغياً في حمى حاكم | ظنت منال الربح في خسره |
قبحاً لها مدت خياناتها | في عامر الملك وفي قفره |
آمنة من أن تجازى بما | من جمه جاءته أو نزره |
علماً بأن الحر مستنكف | عن فعلها السوء وعن أصره |
إن أدركت ما أدركت غيلة | فالليث لا يهجع عن وتره |
والبحر قد يجزر لكنه | في مده بحر وفي جزره |
إيهاً أمير المؤمنين أتئّد | بالدين واحملهم على يسره |
واضرب بسيف الحق واخضد به | شوكة من يَعْمَه في شره |
وكن بحبل الله مستعصماً | وثق بما عوّدت من نصره |
واحمده واجعل شكره ديدنا | إن مزيد الفضل في شكره |
ولنرفع الأيدي وندعو الذي | لا بر إلا وهو من برّه |
أن يمنح الإسلام عزاً به | يعلو شعاع الحق من زهره |
يعنو له البوذي في داره | ويخضع الراهب في ديره |
وينصر السلطان نصراً به | يجتث عرق البغي من جذره |
مخلّداً أيامه منعماً | ما شاء في مد مدى عمره |
بحق روحانية المصطفى | وآله عمد الهدى غره |