كفرندي فرند سيفي الجراز
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
كَفِرِندي فِرِنْدُ سَيْفي الجُرازِ | لَذّةُ العَينِ عُدّةٌ للبِرازِ |
تَحْسَبُ الماءَ خَطّ في لَهَبِ النّا | رِ أدَقَّ الخُطوطِ في الأحرازِ |
كُلّما رُمتَ لَوْنَهُ مَنَعَ النّا | ظِرَ مَوْجٌ كأنّهُ مِنكَ هازي |
ودَقيقٌ قَذَى الهَباء أنيقٌ | مُتَوالٍ في مُسْتَوٍ هَزْهازِ |
وَرَدَ الماءَ فالجَوانِبُ قَدْراً | شَربَتْ والتي تَليها جَوازي |
حَمَلَتْهُ حَمَائِلُ الدّهر حتى | هيَ مُحتاجَةٌ إلى خَرّاز |
وهْوَ لا تَلْحَقُ الدّماءُ غِرارَيْـ | ـهِ ولا عِرْضَ مُنتَضيه المَخازي |
يا مُزيلَ الظّلام عَنّي ورَوْضي | يَوْمَ شُرْبي ومَعقِلي في البَرازِ |
واليَمانيْ الذي لو اسطَعْتُ كانتْ | مُقْلَتي غِمْدَهُ مِنَ الإعزَازِ |
إنّ بَرْقي إذا بَرَقْتَ فَعَالي | وصَليلي إذا صَلَلْتَ ارْتِجازي |
لم أُحَمَّلْكَ مُعْلَماً هَكَذا إلا | لِضَرْبِ الرّقاب والأجْوازِ |
ولِقَطْعي بكَ الحَديدَ عَلَيْها | فكِلانَا لجِنْسِهِ اليَوْمَ غازِ |
سَلّهُ الرّكْضُ بعدَ وَهْنٍ بنَجدٍ | فتَصَدّى للغَيثِ أهْلُ الحِجازِ |
وتَمَنّيْتُ مِثْلَهُ فكَأنّي | طالبٌ لابنِ صالحٍ مَن يُؤازي |
لَيسَ كلُّ السّراةِ بالرّوذَبَاريِّ | ولا كُلُّ ما يَطيرُ بِبازِ |
فارسيٌّ لَهُ منَ المَجد تاجٌ | كانَ مِنْ جَوْهَرٍ على أبْرَوازِ |
نَفْسُهُ فَوْقَ كلّ أصْلٍ شَريفٍ | ولَوَانّي لَهُ إلى الشّمس عازِ |
شَغَلَتْ قَلْبَهُ حِسانُ المَعالي | عَنْ حِسانِ الوُجوهِ والأعجازِ |
وكأنّ الفَريدَ والدُّرَّ واليا | قوتَ مِنْ لَفظِه وَسَامَ الرِّكازِ |
تَقضَمُ الجَمرَ والحديدَ الأعادي | دونَهُ قَضْمَ سُكّر الأهْوازِ |
بَلَّغَتْهُ البَلاغَةُ الجَهْدَ بالعَفْـ | وِ ونالَ الإسْهابَ بالإيجازِ |
حامِلُ الحَرْبِ والدّياتِ عنِ القَوْ | مِ وثِقْلِ الدّيونِ والإعْوازِ |
كيفَ لا يَشتَكي وكيفَ تَشَكّوْا | وبهِ لا بمَنْ شَكاها المَرازِي |
أيّها الواسِعُ الفِناءِ وما فيـ | ـهِ مَبيتٌ لِمالِكَ المُجْتازِ |
بكَ أضْحَى شَبَا الأسنّةِ عندي | كَشَبَا أسْوُقِ الجَرادِ النّوازِي |
وانْثَنَى عَنّيَ الرُّدَيْنيُّ حتى | دارَ دَوْرَ الحُروفِ في هَوّازِ |
وبآبائِكَ الكِرامِ التّأسّي | والتّسَلّي عَمّنْ مضَى والتّعازِي |
ترَكوا الأرْضَ بَعدَما ذَلّلُوها | ومَشَتْ تَحتَهُمْ بلا مِهْمازِ |
وأطاعَتْهُمُ الجُيوشُ وهِيبُوا | فكَلامُ الوَرَى لهُمْ كالنُّحازِ |
وهِجانٍ على هِجانٍ تأيّتْـ | ـكَ عَديدَ الحُبوبِ في الأقْوازِ |
صَفّها السّيرُ في العَراءِ فكَانَتْ | فَوْقَ مِثْلِ المُلاءِ مِثْلَ الطّرازِ |
وحكَى في اللّحومِ فِعلَكَ في الوَفْـ | ـرِ فأوْدَى بالعَنْتَريسِ الكِنازِ |
كُلّما جادَتِ الظّنونُ بوَعْدٍ | عَنْكَ جادَتْ يَداكَ بالإنجازِ |
مَلِكٌ مُنْشِدُ القَريضِ لَدَيْهِ | يَضَعُ الثّوْبَ في يَدَيْ بَزّازِ |
ولَنا القَوْلُ وهْوَ أدْرَى بفَحْوا | هُ وأهْدَى فيهِ إلى الإعْجازِ |
ومِنَ النّاسِ مَن يَجوزُ عَلَيْهِ | شُعراءٌ كأنّهَا الخازِبَازِ |
ويَرَى أنّهُ البَصيرُ بِهَذا | وهْوَ في العُمْيِ ضائِعُ العُكّازِ |
كلُّ شِعْرٍ نَظيرُ قائِلِهِ فِيـ | ـكَ وعَقلُ المُجيزِ عَقلُ المُجازِ |