هذي برزت لنا فهجت رسيسا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
هَذِي بَرَزْتِ لَنَا فَهِجْتِ رَسِيسَا | ثمّ انْثَنَيْتِ وما شَفَيْتِ نَسيسَا |
وَجعلتِ حظّي منكِ حظّي في الكَرَى | وَتَرَكْتِني للفَرْقَدَينِ جَلِيسَا |
قَطّعْتِ ذَيّاكِ الخُمارَ بسَكْرَةٍ | وأدَرْتِ من خَمرِ الفِراقِ كُؤوسَا |
إنْ كُنْتِ ظاعِنَةً فإنّ مَدامعي | تَكفي مَزادَكُمُ وتُرْوي العِيسَا |
حاشَى لِمثْلِكِ أنْ تكونَ بَخيلَةً | ولمِثْلِ وَجهِكِ أن يكونَ عَبُوسَا |
ولمِثْلِ وَصْلِكِ أنْ يكونُ مُمَنَّعاً | ولمِثْلِ نَيْلِكِ أنْ يكونَ خَسيسَا |
خَوْدٌ جَنَتْ بَيني وبَينَ عَوَاذِلي | حَرْباً وغادَرَتِ الفُؤادَ وطِيسَا |
بَيْضاءُ يَمْنَعُهَا تَكَلَّمَ دَلُّها | تِيهاً ويَمْنَعُهَا الحَياءُ تَميسَا |
لمّا وَجَدْتُ دَواءَ دائي عِندَها | هانَتْ عليّ صِفاتُ جالينُوسَا |
أبْقَى زُرَيْقٌ للثّغُورِ مُحَمّداً | أبْقَى نَفِيسٌ للنّفيسِ نَفيسَا |
إنْ حَلّ فارَقَتِ الخَزائِنُ مَالَهُ | أوْ سارَ فارَقَتِ الجُسُومُ الرُّوسَا |
مَلِكٌ إذا عادَيْتَ نَفسَكَ عادِهِ | ورَضِيتَ أوحَشَ ما كَرِهتَ أنيسَا |
الخائِضَ الغَمَراتِ غيرَ مُدافَعٍ | والشِّمَّرِيَّ المِطْعَنَ الدِّعّيسَا |
كَشّفْتُ جَمْهَرَةَ العِبادِ فلمْ أجدْ | إلاّ مَسُوداً جَنْبَهُ مَرْؤوسَا |
بَشَرٌ تَصَوّرَ غايَةً في آيَةٍ | تَنْفي الظّنُونَ وتُفْسِدُ التّقْيِيسَا |
وبهِ يُضَنّ على البَرِيّةِ لا بِها | وعَلَيْهِ منها لا علَيها يُوسَى |
لوْ كانَ ذو القَرْنَينِ أعْمَلَ رأيَهُ | لمّا أتَى الظُّلماتِ صِرْنَ شُمُوسَا |
أو كانَ صادَفَ رأسَ عازَرَ سَيفُهُ | في يوْمِ مَعرَكَةٍ لأعْيا عيسَى |
أوْ كانَ لُجُّ البَحْرِ مِثْلَ يَمينِهِ | ما انْشَقّ حتى جازَ فيهِ مُوسَى |
أوْ كانَ للنّيرانِ ضَوْءُ جَبينِهِ | عُبِدَتْ فكانَ العالَمونَ مَجوسَا |
لمّا سَمِعْتُ بهِ سَمِعْتُ بواحِدٍ | ورَأيْتُهُ فرَأيْتُ منْهُ خَمِيسَا |
ولحظْتُ أُنْمُلَهُ فَسِلْنَ مَوَاهِباً | ولمَسْتُ مُنْصُلَهُ فَسَالَ نُفُوسَا |
يا مَنْ نَلُوذُ مِنَ الزّمانِ بِظِلِّهِ | أبداً ونَطْرُدُ باسْمِهِ إبْلِيسَا |
صَدَقَ المُخبِّرُ عنكَ دونَكَ وَصْفُهُ | مَن في العراقِ يراكَ في طَرَسُوسَا |
بَلَدٌ أقَمْتَ بهِ وذِكْرُكَ سائِرٌ | يَشْنا المَقيلَ ويَكْرَهُ التّعرِيسَا |
فإذا طَلَبْتَ فَريسَةً فارَقْتَهُ | وإذا خَدِرْتَ تَخِذْتَهُ عِرّيسا |
إنّي نَثَرْتُ عَلَيكَ دُرّاً فانتَقِدْ | كَثُرَ المُدَلِّسُ فاحْذَرِ التّدليسَا |
حَجّبْتُها عَنْ أهلِ إنْطاكِيّةٍ | وجَلَوْتُها لكَ فاجتَلَيتَ عَرُوسَا |
خيرُ الطّيورِ على القُصورِ وشَرُّها | يَأوِي الخَرابَ ويَسكُنُ النّاوُوسَا |
لوْ جادَتِ الدّنْيا فَدَتْكَ بِأهْلِها | أو جاهَدَتْ كُتبَتْ عليك حبيسا |