عذيري من عذارى من أمور
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
عَذيري مِنْ عَذارَى من أُمورِ | سَكَنّ جَوانحي بَدَلَ الخُدورِ |
ومُبْتَسِماتِ هَيْجاواتِ عصرٍ | عنِ الأسيافِ لَيسَ عنِ الثّغُورِ |
رَكِبتُ مُشَمِّراً قَدَمي إلَيها | وكُلَّ عُذافِرٍ قَلِقِ الضُّفُورِ |
أواناً في بُيُوتِ البَدْوِ رَحْلي | وآوِنَةً عَلى قَتَدِ البَعِيرِ |
أُعَرِّضُ للرّماحِ الصُّمِّ نَحرِي | وأنْصِبُ حُرّ وَجْهي للهَجيرِ |
وأسري في ظَلامِ اللّيلِ وَحْدي | كأنّي مِنْهُ في قَمَرٍ مُنِيرِ |
فَقُلْ في حاجةٍ لم أقْضِ مِنها | على شَغَفي بها شَرْوَى نَقِيرِ |
ونَفْسٍ لا تُجيبُ إلى خَسِيسٍ | وعَينٍ لا تُدارُ على نَظيرِ |
وكَفٍّ لا تُنازِعُ مَنْ أتَاني | يُنازِعُني سِوَى شَرَفي وخِيري |
وقِلّةِ ناصِرٍ جُوزِيتَ عني | بشَرٍّ مِنكَ يا شَرّ الدّهورِ |
عَدُوّي كُلُّ شيءٍ فيكَ حتى | لخِلْتُ الأُكْمَ مُوغَرَةَ الصُّدورِ |
فلَوْ أنّي حُسِدْتُ عَلى نَفيسٍ | لجُدْتُ بهِ لِذي الجَدِّ العَثُورِ |
ولكِنّي حُسِدْتُ على حَياتي | وما خَيرُ الحَياةِ بِلا سُرُورِ |
فيا ابنَ كَرَوّسٍ يا نِصْفَ أعمى | وإن تَفخَرْ فيا نِصْفَ البَصيرِ |
تُعادينا لأنّا غَيرُ لُكْنٍ | وتُبْغِضُنا لأنّا غَيرُ عُورِ |
فلَوْ كنتَ امرأً يُهْجى هَجَوْنا | ولكِنْ ضاقَ فِتْرٌ عَن مَسيرِ |