كم قتيل كما قتلت شهيد
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
كمْ قَتيلٍ كمَا قُتِلْتُ شَهيدِ | لِبَياضِ الطُّلَى وَوَرْدِ الخُدودِ |
وَعُيُونِ المَهَا وَلا كَعُيُونٍ | فَتَكَتْ بالمُتَيَّمِ المَعْمُودِ |
دَرَّ دَرُّ الصَّبَاءِ أيّامَ تَجْرِيـ | ـرِ ذُيُولي بدارِ أثْلَةَ عُودِي |
عَمْرَكَ الله! هَلْ رَأيتَ بُدوراً | طَلَعَتْ في بَراقِعٍ وعُقُودِ |
رَامِياتٍ بأسْهُمٍ رِيشُها الهُدْ | بُ تَشُقّ القُلوبَ قبلَ الجُلودِ |
يَتَرَشّفْنَ مِنْ فَمي رَشَفَاتٍ | هُنّ فيهِ أحْلى مِنَ التّوْحيدِ |
كُلُّ خُمْصَانَةٍ أرَقُّ منَ الخَمْـ | ـرِ بقَلْبٍ أقسَى مِنَ الجُلْمُودِ |
ذاتِ فَرْعٍ كأنّما ضُرِبَ العَنْـ | ـبَرُ فيهِ بمَاءِ وَرْدٍ وَعُودِ |
حالِكٍ كالغُدافِ جَثْلٍ دَجُو | جيٍّ أثيثٍ جَعْدٍ بلا تَجْعِيدِ |
تَحْمِلُ المِسْكَ عن غَدائرِها الرّيـ | ـحُ وَتَفْتَرُّ عَن شَنيبٍ بَرُودِ |
جَمَعَتْ بينَ جسْمِ أحمَدَ والسّقْـ | ـمِ وَبَينَ الجُفُونِ وَالتّسْهِيدِ |
هَذِهِ مُهْجَتي لَدَيْكِ لحَيْني | فانْقُصِي مِنْ عَذابِها أوْ فَزيدي |
أهْلُ ما بي منَ الضّنَى بَطَلٌ صِيـ | ـدَ بتَصْفيفِ طُرّةٍ وبجيدِ |
كُلُّ شيءٍ مِنَ الدّماءِ حَرامٌ | شُرْبُهُ مَا خَلا ابْنَةَ العُنْقُودِ |
فاسْقِنيهَا فِدًى لعَيْنَيْكَ نَفسي | مِنْ غَزَالٍ وَطارِفي وَتليدي |
شَيْبُ رَأسِي وَذِلّتي ونُحولي | وَدُمُوعي عَلى هَوَاكَ شُهُودي |
أيّ يَوْمٍ سَرَرْتَني بوِصالٍ | لمْ تَرُعْني ثَلاثَةً بِصُدُودِ |
مَا مُقامي بأرْضِ نَخْلَةَ إلاّ | كمُقامِ المَسيحِ بَينَ اليَهُودِ |
مَفْرَشِي صَهْوَةُ الحِصانِ وَلَكِـ | ـنّ قَميصِي مسرُودَةٌ مِنْ حَديدِ |
لأمَةٌ فاضَةٌ أضَاةٌ دِلاصٌ | أحْكَمَتْ نَسْجَها يَدَا داوُدِ |
أينَ فَضْلي إذا قَنِعْتُ منَ الدّهْـ | ـرِ بعَيْشٍ مُعَجَّلِ التّنكيدِ |
ضاقَ صَدري وطالَ في طَلبِ الرّزْ | قِ قيامي وَقَلّ عَنهُ قُعُودِي |
أبَداً أقْطَعُ البِلادَ وَنَجْمي | في نُحُوسٍ وَهِمّتي في سُعُودِ |
وَلَعَلّي مُؤمّلٌ بَعْضَ مَا أبْـ | ـلُغُ باللّطْفِ من عَزيزٍ حَميدِ |
لِسَرِيٍّ لِباسُهُ خَشِنُ القُطْـ | ـنِ وَمَرْوِيّ مَرْوَ لِبْسُ القُرُودِ |
عِشْ عزيزاً أوْ مُتْ وَأنتَ كَرِيمٌ | بَينَ طَعْنِ القَنَا وَخَفْقِ البُنُودِ |
فَرُؤوسُ الرّمَاحِ أذْهَبُ للغَيْـ | ـظِ وَأشفَى لِغلّ صَدرِ الحَقُودِ |
لا كَما قد حَيِيتَ غَيرَ حَميدٍ | وإذا مُتَّ مُتَّ غَيْرَ فَقيدِ |
فاطْلُبِ العِزّ في لَظَى وَدَعِ الذّ | لّ وَلَوْ كانَ في جِنانِ الخُلُودِ |
يُقْتَلُ العاجِزُ الجَبَانُ وقَدْ يَعـ | ـجِزُ عَن قَطْع بُخْنُقِ المَولودِ |
وَيُوَقَّى الفَتى المِخَشُّ وقَدْ خوّ | ضَ في ماءِ لَبّةِ الصّنْديدِ |
لا بقَوْمي شَرُفْتُ بل شَرُفُوا بي | وَبنَفْسِي فَخَرْتُ لا بجُدودِي |
وبهمْ فَخْرُ كلّ مَنْ نَطَقَ الضّا | دَ وَعَوْذُ الجاني وَغَوْثُ الطّريدِ |
إنْ أكُنْ مُعجَباً فعُجبُ عَجيبٍ | لمْ يَجدْ فَوقَ نَفْسِهِ من مَزيدِ |
أنَا تِرْبُ النّدَى وَرَبُّ القَوَافي | وَسِمَامُ العِدَى وغَيظُ الحَسودِ |
أنَا في أُمّةٍ تَدارَكَهَا اللّـ | ـهُ غَريبٌ كصَالِحٍ في ثَمودِ |