جللا كما بي فليك التبريح
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
جَلَلاً كمَا بي فَلْيَكُ التّبْريحُ | أغِذاءُ ذا الرّشإِ الأغَنّ الشّيحُ |
لَعِبَتْ بمَشيَتِهِ الشَّمولُ وغادرَتْ | صَنَماً منَ الأصنامِ لَوْلا الرّوحُ |
ما بالُهُ لاحَظْتُهُ فتَضَرّجَتْ | وَجنَاتُهُ وفُؤادِيَ المَجْرُوحُ |
وَرَمَى وما رَمَتَا يَداهُ فَصابَني | سَهْمٌ يُعَذِّبُ والسّهامُ تُريحُ |
قَرُبَ المَزَارُ ولا مَزارَ وإنّما | يَغدو الجَنانُ فَنَلْتَقي ويَرُوحُ |
وفَشَتْ سَرائرُنا إلَيكَ وشَفّنا | تَعريضُنا فبَدا لَكَ التّصريحُ |
لمّا تَقَطّعَتِ الحُمُولُ تَقَطّعَتْ | نَفْسِي أسًى وكأنّهُنّ طُلُوحُ |
وَجَلا الوَداعُ من الحَبيبِ مَحاسِناً | حُسْنُ العَزاءِ وقد جُلينَ قَبيحُ |
فَيَدٌ مُسَلِّمَةٌ وطَرْفٌ شاخِصٌ | وحَشاً يَذوبُ ومَدْمَعٌ مَسفُوحُ |
يجدُ الحَمامُ ولوْ كوَجدي لانْبَرَى | شَجَرُ الأراكِ مَعَ الحَمامِ يَنُوحُ |
وأمَقَّ لوْ خَدَتِ الشّمالُ براكِبٍ | في عَرْضِهِ لأناخَ وَهْيَ طَليحُ |
نازَعْتُهُ قُلُصَ الرّكابِ ورَكْبُها | خَوْفَ الهَلاكِ حُداهُمُ التّسبيحُ |
لَوْلا الأميرُ مُساوِرُ بنُ مُحَمّدٍ | ما جُشّمَتْ خَطَراً وَرُدّ نَصِيحُ |
ومتى وَنَتْ وأبُو المُظَفَّرِ أمُّها | فأتاحَ لي وَلَها الحِمامَ مُتِيحُ |
شِمْنا وما حُجِبَ السّماءُ بُرُوقَهُ | وحَرًى يَجُودُ وما مَرَتْهُ الرّيحُ |
مَرْجُوُّ مَنْفَعَةٍ مَخُوفُ أذِيّةٍ | مَغْبُوقُ كأسِ مَحامِدٍ مَصبوحُ |
حَنِقٌ على بِدَرِ اللُّجَينِ وما أتَتْ | بإساءَةٍ وعَنِ المُسِيءِ صَفُوحُ |
لَوْ فُرّقَ الكَرَمُ المُفَرِّقُ مالَهُ | في النّاسِ لم يَكُ في الزّمانِ شَحيحُ |
ألْغَتْ مَسامِعُهُ المَلامَ وغادَرَتْ | سِمَةً على أنْفِ اللّئَامِ تَلُوحُ |
هذا الذي خَلَتِ القُرُونُ وذِكْرُهُ | وحَديثُهُ في كُتْبِها مَشْرُوحُ |
ألْبابُنا بِجَمَالِهِ مَبْهُورَةٌ | وسَحابُنا بِنَوالِهِ مَفضُوحُ |
يَغشَى الطّعانَ فَلا يَرُدّ قَنَاتَهُ | مكسُورَةً ومِنَ الكُماةِ صَحيحُ |
وعلى التّرابِ منَ الدّماءِ مَجاسِدٌ | وعلى السّماءِ منَ العَجاجِ مُسُوحُ |
يَخْطُو القَتيلَ إلى القَتيلِ أمَامَهُ | رَبُّ الجَوادِ وخَلْفَهُ المَبْطُوحُ |
فمَقيلُ حُبّ مُحبّه فَرِحٌ بِهِ | ومَقيلُ غَيظِ عَدُوِّهِ مَقْرُوحُ |
يُخْفي العَداوَةَ وهيَ غَيرُ خَفِيّةٍ | نَظَرُ العَدُوّ بِمَا أسَرّ يَبُوحُ |
يا ابنَ الذي ما ضَمّ بُرْدٌ كابنِهِ | شَرَفاً ولا كالجَدّ ضَمّ ضَريحُ |
نَفْديكَ من سَيْلٍ إذا سُئِلَ النّدَى | هَوْلٍ إذا اخْتَلَطا دَمٌ ومَسيحُ |
لَوْ كُنتَ بحراً لم يكُنْ لكَ ساحِلٌ | أو كنتَ غَيثاً ضاقَ عنكَ اللُّوحُ |
وخَشيتُ منكَ على البِلادِ وأهلِها | ما كانَ أنذَرَ قَوْمَ نُوحٍ نُوحُ |
عَجْزٌ بِحُرٍّ فَاقَةٌ وَوَراءَهُ | رِزْقُ الإل?هِ وبابُكَ المَفْتُوحُ |
إنّ القَرِيضَ شَجٍ بِعطْفي عائِذٌ | من أنْ يكونَ سَوَاءَكَ المَمْدوحُ |
وذَكيّ رائحَةِ الرّياضِ كَلامُها | تَبْغي الثّنَاءَ على الحَيَا فَتَفُوحُ |
جُهْدُ المُقِلّ فكَيفَ بابنِ كَريمَةٍ | تُوليهِ خَيراً واللّسانُ فَصيحُ |