يا سعد ما أحسنها شمائلا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
يا سعد ما أحسنها شمائلا | لو لم تكن سانحة شمائلا |
ترنو إليك باعتراض مثل ما | ترنو المها تعرضت مطافلا |
فوقها سوالفا وأعينا | أما ترى السيوف والحمائلا |
من كل ذي دل غريب نعته | أحسن ما كان جبانا باخلا |
ولم أكن أعلم قبل ختلها | أن الظباء تنصب الحبائلا |
راشقة بالنبل من ألحاظها | كأن تحت كل جفن نابلا |
ما اتخذت أعيننا مقاصدا | حتى أرتها المهج المقاتلا |
إذا تصدى للعيون سحرها | أرتك ما بين الجفون بابلا |
وإن تبارى لحظها ولفظها | قلت أبو الفضل تلا الفضائلا |
من يصدر السامع عن كلامه | مصادرا من النهى حوافلا |
ويذهل الناطق عن جوابه | حتى ترى كل فصيح باقلا |
مناقب تأبى المساعي أن يرى | فيها كمال الدين إلا كاملا |
قاضي القضاة مشرقا ومغربا | كافي الكفاة لجة وساحلا |
ندب إذا استندبته داعي الندى | لبى النداء قائلا وفاعلا |
قد غرس الحمد له في منطقي | فرائضا مثمرة نوافلا |
لا يعرف المعروف إلا غامرا | ولا يرى الإحسان إلا شاملا |
مكارم دلت على شيمته | إن لكل شيمة دلائلا |
حامل كف حامل متى تضع | كانت لها أيدي الورى قوابلا |
وهمة سيارة قد جعلت | منازل البدر لها منازلا |
مقيمة ظاعنة كأنما | أودعها الأشعار والرسائلا |
يهمي على الظمآن من سماحه | غيث تكون سحبه أناملا |
وتبعث الأقلام من فطنته | مراسلا تضطهد المراسلا |
وتنتضي الخطوب من عزمته | صوارما لا تعرف الصياقلا |
ما ارتدف الأقوام أعجاز العلى | حتى علاها صهوة وكاهلا |
ما زال للأيتام منه كافل | حتى اغتدى للمكرمات كافلا |
فللقوا في ضجة ببابه | حين رأت إنصافه الأراملا |
عدل على الآمال إلا أنه | مال على المال فليس عادلا |
يا ماجدا ما برحت آلاؤه | فضائلا نعتدها فواضلا |
إن العطايا كالقضايا حيرة | ما لم يكن حكمك فيها الفاصلا |
فعافيا يندب رسما عافيا | وسائلا لا يجتني وسائلا |
وأنت من حامى الندى عن مجده | حتى ابتنى الحمد له معاقلا |
وإنما بذل المعالي فرصة | من بذل النائل كان النائلا |
من لم تلد حسن الثناء إنها | محمولة جاءت إليك حاملا |
حاشاك أن يطوي عنها وده | من قد طوت من دونه المراحلا |
مناسب نسيبها مديحها | تصاهر الأواخر الأوائلا |
محامد لا كالدمى وإنما | تلك العقول اجتليت عقائلا |
قليلة أمثالها كثيرة | أمثالها ما برحت مواثلا |
فاسعد بها قواطنا ظواعنا | واجتلها حواليا عواطلا |