ليت القلوب على نظام واحد
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ليت القلوب على نظام واحد | ليذوق حر الوجد غير الواجد |
فإلام يهوى القلب غير مساعف | بهوى ويلقى الصب غير مساعد |
نمتم عن الشكوى وأرقني الجوى | يا بعد غاية ساهر من هاجد |
أضللت قلبا ظل ينشد لبه | من لي بوجدان الفقيد الفاقد |
ونهت مدامعي الوشاة فرابهم | شاك صبابته بطرف جامد |
ولو أنهم سمعوا إلية عبرتي | في الحب لا تهموا يمين الشاهد |
أشكو إليك فهل عليك غضاضة | يا ممرضي صدا لو أنك عائدي |
يا من إذا ما نمت أوقع بي الكرى | غضبا لطيف خياله المتعاهد |
أما الرقاد فلو يكون بصحة | ما كان ناظرك السقيم براقد |
أهوى الغصون وإنما أضنى الصبا | شوق النسيم إلى القضيب المائد |
ويهجيني برق الثغور وإن سما | في ناظري خلال غيث ساهد |
بكرت على بالي الشباب تلومه | عدي الملامة عن حنين الفاقد |
ما زال صرف الدهر يقصر همتي | حتى صرفت إلى الكرام مقاصدي |
وإذا الوفود إلى الملوك تبادرت | فعلى جمال الدين وفد محامدي |
فلتعلمن ظلم الحوادث انني | يممت أزهر كالشهاب الواقد |
يمضي العزائم وهي غير قواطع | ما السيف إلا قوة في الساعد |
باق على حك الزمان ونقده | ومن الصحيح على امتحان الناقد |
يلقاك في شرف العلى متواضعا | حتى ترى المقصود مثل القاصد |
وإذا دنت يمناه من مسترفد | لم تدر أيهما يمين الرافد |
أمنية للمعتفي ومنية | للمعتدي وشريعة للوارد |
ولع بأسهم فكره فإذا رمى | أصمى بها غرض المدى المتباعد |
يتصرف المتصرفون بأمره | عن حكم أمر نافذ لا نافذ |
لا تحسبوا أني انفردت بحمده | هيهات كم لمحمد من حامد |
يا مسترق الماجدين بفضله | والفخر كل الفخر رق الماجد |
أقلامك القدر المتاح فما جرى | إلا جرت بفواقر وفوائد |
من كل أرقش مستهل ريقه | أفواه بيض أو ثغور أساود |
تزجي كتائبه الكتائب تلتظي | لهبا أمام مسالم لمعاند |
كم من ولي قلدته ولا ية | عقد اللواء لها ثناء العاقد |
حتى إذا سلك العدو سبيلها | فعلى طريق مكامن ومكائد |
تستام امثال الكلام شواردا | فتبيت عندك في حبالة صائد |
تلك البلاغة ما تملك عفوها | بيديك إلا بذ جهد الجاهد |
ولقد لحظت الملك منهوب الحمى | من جانبيه فكنت أول ذائد |
ربيت بيت المال تربية امرئ | يحنو عليه بها حنو الوالد |
اشعرت نفسك منه يأس نزاهة | ومنحت همك منه بأس مجاهد |
فممالك السلطان ساكنة الحشا | من بعد ما كانت فريسة طارد |
عطفت على يدك المساعي رغبة | نظرت إلى الدنيا بعين الزاهد |
وثنت أعنتها إليك مناقب | يا طالما كانت نشيدة ناشد |
مجد على عرش السماك وهمة | ترقى السها بجناح جد صاعد |
وعلى يجوز بها المدى حسد العدى | إن العلى منصورة بالحاسد |
يا حبذا هم إليك أصارني | وعزيمة تقفو رياضة قائد |
أنا روضة تزهى بكل غريبة | أفرائدي من لم يفز بفرائدي |
إن ساقني طلب الغنى أو شاقني | حب العلى فلقد وردت مواردي |
ومتى عددت إلى نداك وسائلي | أعددت قصدي من أجل مقاصدي |
حتى أعود من امتداحك حاليا | وكأنني قلدت بعض قلائدي |
ما كانت الآمال تكذب موعدي | أبدا وحسن الظن عندك رائدي |