وفت لك الدنيا بميعادها
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
وفت لك الدنيا بميعادها | باذلة أفلاذ أكبادها |
وأوفدت غر سلاطينها | عليك في همة أنجادها |
تبغي سناءً اقصدت قصده | طائعة طاعة أجنادها |
خاضعة تعتد أعمارها | يوم التلاقي يوم ميلادها |
شامت دمشق بك برق العلا | فأرسلت أصدق روادها |
رأتك نور الدين نار الهدى | قد أشرق الأفق بإيقادها |
فيممت منك حيا مزنة | بيض الأيادي ورد ورادها |
فاسأل مجير الدين عن جيرة | أوردها محمود إيرادها |
تبوأت من عزها قبة | سمر القنا أطناب أوتادها |
تنافس الناس على دولة | فت بها أعين حسادها |
يغدو المعادي كالموالي لها | فوالها إن شئت أو عادها |
يا ملكا تزهى بأسمائه | منابر تسمو بأعوادها |
وتأخذ الأسماع أوصافه | عن جمع الدنيا وأعيادها |
كم للمعالي فيك من رغبة | تفنى الأماني دون تعدادها |
لك المساعي الغر يا جامعا | من طرفيها بين أضدادها |
يغشى الوغى أفرس فرسانها | وفي التقى أزهد زهادها |
فأنت نسكا غيث أبدالها | وأنت فتكاً ليث آسادها |
في أمة أنت حمى دينها | حينا وحينا شمس عبادها |
يطوى بك العمر إلى غاية | حسبك تقوى الله من زادها |
هذا وكم من سنة بدعة | أعدمتها من بعد إيجادها |
مآثر لو عدمت راويا | تكفل النظم بإسنادها |