رنا وكأن البابلي المصفقا
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
رنا وكأن البابلي المصفقا | ترقرق من جفنيه صرفا معتقا |
ورد يدا عن ذي حباب مرنق | وحيا بها من وجنتيه مروقا |
وراح وشمس الراح في غسق الدجى | تقابل منه البدر في بانة النقا |
سعى في خضاب من رحيق مشعشع | ببرد رضاب ذبت منه تحرقا |
ولي عبرات تستهل صبابة | عليه إذا برق الغمام تألقا |
أنهنه وجدي أن يفوه بلوعتي | وكان لسان الحب بالحب أنطقا |
فإما أشم عذري سعى بي مكذبا | وإن اختصم دمعي سعى بي مصدقا |
فلله ما ألقاه من فيض مدمع | إذا كفكف العذال منه تدفقا |
ألفت الهوى حتى حلت لي صروفه | ورب نعيم كان جالبه شقا |
ألذ بما أشكوه من ألم الجوى | وأفرق إن قلبي من الوجد أفرقا |
فها أنا ذو حالين أما تحرقي | فحي وأما سلوتي فلك البقا |
يقول نجي الدمع رفقا بمائه | ولو رفق الحادي به لترفقا |
فإن بنات الصدر ما دام في اللهى | لها مرتقى فالدمع في غير مرتقى |
وردت شراب الدمع فازددت غلة | ومن ذا يعاطيك الإخاء المحققا |
وأرخص شوقي في الهوى صدق خلتي | ويهدي النفاق من أراد التنفقا |
سفرت لهذا الدهر عن غير شيمتي | ومن كان مأخوذا بخلق تخلقا |
وأصبحت لا أرضى القوافي لمنطقي | على أن لي فيها لسانا ومنطقا |
وصنت بنات الفكر عن غير أهلها | ومن ولي الحسناء صان وأشفقا |
ومنيتها كفؤا تليق بمجده | فكانت بآلاء ابن أحمد أليقا |
كدأبي ما كانت سهام مطالبي | لترمي هوى ما لم تجد فيه مرشقا |
فزارت عفيف الدين شاكية العلى | ليمنحها محض الوداد فأصدقا |
فتى خطب الزلفى فأجزل مهرها | تقى ورأى الدنيا نعيا فطلقا |
أخو ثقة ولى على المال راحة | ترى أن جمع الحمد أن يتفرقا |
إذا علقت أخرى النسيب بمدحه | خروجا رأيت المدح بالسمع أعلقا |
رسيل الغوادي يستهل بنانه | سماحا إذا ما رائد النجم أخفقا |
تباين في حاليه سح على العلى | وأسرف في الجدوى فأثرى وأملقا |
وأنفد في جمع المحامد همه | ولم يدخر إلا التلاد المفرقا |
فلا مجد إلا ما به شهد الندى | ولا مال إلا ما أتاك وأنفقا |
تمرس بالألوى الأبي فما وفى | وقرطس في المعنى الخفي فأغرقا |
يجيل رموز الطرف من لحظاته | ويقرأ في النجوى الكلام المعلقا |
رأى بيت مال الملك نهبى فأصبحت | كفايته سورا عليه وخندقا |
فما سئل الإنصاف إلا أناله | ولا احتاط للسلطان إلا توثقا |
أمانة مرجو الأناة مخوفها | تحلمه العدوى ويملكه التقى |
كذا ما ادعى طرق السياسة صادقا | سوى من بلوناه على العجم أصدقا |
رأيت بني عبد اللطيف إذا انتموا | كواكب لا ترضى سوى المجد مشرقا |
أناس تجلوا في دجى كل غمة | سنا وتحلوا لؤلؤ الحمد منتقى |
وصانوا علاهم عن كلام مذمم | ولم يقتنوا إلا الثناء المعشقا |
إذا كسد الفضل الغريب بموسم | وسيق إلى أسواقهم كان أسوقا |
شفعت مساعيهم بسعيك يا أبا الحسين | فحزت الحسنيين موفقا |
وخلوا لك الغايات لا عن كلالة | ولكن تقدمت السوابق أسبقا |
بقيت على رغم العدى فائت الردى | تجمع من شمل الندى ما تفرقا |
ودمت لأعياد الزمان مهنأ | بكل رداح تبهر الشمس رونقا |
فدونكها من مطلع الشعر مبسما | ترى معرقا في نسبة الفضل مغرقا |
معاني من لم يورد السمع ماءها | تغمر منها في سراب ترقرقا |