لا يغرنك في السيف المضاء
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لا يغرنك في السيف المضاء | فالظبى ما نظرت منها الظباء |
مرهفات الحد امهاها المها | وقضاها للمحبين القضاء |
حدق علتها صحتها | ربما كان من الداء الدواء |
خليا بين هواها ودمى | فعلى تلك الدمى تجري الدماء |
في لقاء البيض السمى منى | دونها للبيض والسمر لقاء |
داو أنفاسي بأنفاس الصبا | فلتعليل الهوى اعتل الهواء |
كيف تشفى كبد ما برحت | أبدا تأوي إليها البرحاء |
وجفون دمعها الساعي بها | فعليها من بكاها رقباء |
هل محل الحب إلا أعين | خائنات وقلوب أمناء |
يا نديمي وكأسي وجنة | ضرجتها بالعيون الندماء |
لا تظنا الورد ما يسقي الحيا | إنما الورد الذي يسقى الحياء |
بزني من في يدي ما في يدي | يا لقومي أسرتني الأسراء |
أو ما تعجب مني مالكا | فتكت فيه عبيد وإماء |
بعيون لو تراءت سقمها | في ضياء الدين أعداها الشفاء |
غمرات حجبت وجه العلى | فكأن الصبح في الأفق مساء |
يتشكي الفضل منها والنهى | ويعاد المجد منها والعلاء |
حيث لا تسمع إلا داعيا | لا مريء أشفى دواءيه الدعاء |
من إذا حم فقد حم الندى | وإذا صح فقد صح الرجاء |
أعقب البرء سرورا ضاحكا | في جفون كاد يدميها البكاء |
وأرت ألحاظها أغراضها | لا يصح اللحظ ما اعتل الضياء |
ما برى حتى أنبرى مبتسما | عن ثنايا مجده هذا السناء |
فلئن عم بشكواه الأذى | فلقد عم بمشفاه الهناء |
يا ابن بهرام على شحط النوى | دعوة لبى الندى فيها النداء |
وازر الفخر مساع عقدت | منك تاجا توجته الوزراء |
ألبس الدين ضياء ساطعا | فعلى الإسلام من ذاك بهاء |
وعمدت الملك بالرأي الذي | سمعت أمرك فيه الأمراء |
وثنت أخلاقك الغر يدي | عن صلات واصلتها الكرماء |
كم ورى زندك لي من غاية | تركتني ومداها الشعراء |
فتقلد من ثنائي أنجما | تحسد الأرض عليهن السماء |
لم تزل تسعى بحمد حامد | وعليه من سنا الفضل لواء |
أيضيق الجود عن مثلي يدا | بعد ما ضاق بأمثالي الفضاء |
.... | أمدا يحسر عنه البلغاء |
يغشى الليالي | فالليالي فاعلات ما تشاء |