الغدْرُ فينا طِباعٌ، لا ترى أحداً،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
الغدْرُ فينا طِباعٌ، لا ترى أحداً، | وفاؤهُ لكَ خَيرٌ من تَوافيهِ |
أينَ الذي هوَ صافٍ لا يُقالُ له: | لوَ أنّهُ كانَ، أو لولا كذا فيه؟ |
وتلكَ أوْصافُ من ليستْ جِبِلّتُه | جِبِلّةَ الإنسِ، بل كُلٌّ يُنافيه |
ولو عَلِمناهُ سِرْنا طالبينَ لَهُ، | لَعَلّنا بشَفا عَمْرٍو نُوافيه |
والدّهرُ يُفقِدُ يوماً ما بهِ كَدَرٌ، | ويُعْوِزُ الخِلَّ باديهِ كَخافِيه |
وقلّما تُسِعفُ الدّنيا بلا تَعَبٍ، | والدُّرُّ يُعدَمُ فوقَ الماءِ طافيه |
ومَن أطالَ خِلاجاً في مَوَدّتِهِ، | فهَجرُهُ لكَ خَيرٌ من تَلافيهِ |
ورُبَّ أسلافِ قوم شأنُهمْ خلَفٌ، | والشِّعرُ يُؤتي كثيراً من قَوافيه |
نعى الطبيبُ إلى مُضنًى، حُشاشتَه، | مَهلاً، طبيبُ، فإنّ اللَّهَ شافيه |
عجبتُ للمالكِ القنطار من ذهَبٍ، | يَبْغي الزّيادَةَ، والقيراطُ كافيه |
وكثرَةُ المالِ ساقتْ للفتى أشَراً، | كالذَيلِ عَثّرَ، عند المشي، ضافيه |
لقد عرَفتُكَ عَصراً مُوقِداً لهَباً، | من الشّبيبَةِ، لم تَنضَبْ أنافيه |
والشّيخُ يُحزِنُ من، في الشرخ، يعهده | كأنّهُ الرَّبعُ هاجَ الشوْقَ عافيه |
ومسكَنُ الرّوح في الجُثمان أسقَمه، | وبينُها عنهُ، من سُقمٍ، يُعافيه |
وما يُحِسُّ، إذا ما عادَ متّصِلاً | بالتُّربِ، تَسفيهِ في الهابي سوافيه |
فَما يُبالي أديمٌ، وهي جانبُهُ؛ | ولا يُراعُ، إذا حُدّتْ أشافيه |
وحبّذا الأرضُ قفراً، لا يَحُلُّ بها | ضدٌّ تُعاديهِ، أو خِلْمٌ تُصافيه |
وما حَمِدْتُ كَبيراً في تَحَدّبهِ؛ | ولا عَذَلتُ صغيراً في تَجافيه |
جنى أبٌ وَضَعَ ابناً للرّدى غرَضاً، | إنْ عَقّ، فهوَ على جُرمٍ يكافيه |