تُنازِعُ في الدّنيا سِواكَ، وما لَهُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
تُنازِعُ في الدّنيا سِواكَ، وما لَهُ | ولا لَكَ شيءٌ، بالحَقيقَةِ، فيها |
ولكنّها ملكٌ لرَبٍّ مُقدِّرٍ، | يُعِيرُ جُنُوبَ الأرضِ مُرْتَدِفيها |
ولم تحظَ في ذاكَ النّزاعِ بطائلٍ | من الأمرِ، إلاّ أنْ تُعَدّ سَفِيها |
أيا نَفسِ! لا تعظُمْ عليكِ خطوبُها، | فمُتّفِقُوها مثْلُ مُختَلِفيها |
وُصِفتِ لقومٍ رحْمَةً أزَليّةً، | ولم تُدْرِكي، بالقولِ، أن تصِفيها |
تَداعَوا إلى النّزرِ القَليلِ، فجالَدوا | عَليهِ، وخَلّوها لمُغْتَرِفيها |
وما أُمُّ صِلٍّ، أو حَليلَةُ ضَيْغَمٍ، | بأظلَمَ من دُنياكِ، فاعترفيها |
تُلاقي الوُفودَ القادِميها بِفَرْحَةٍ، | وتَبكي على آثارِ مُنصرفيها |
ولم يَتَوازَنْ، في القياسِ، نعيمُها | وسَيّئَةٌ أوْدَتْ بمُقتَرِفيها |
وأرْزاقُها تَغْشَى أُناساً بفَترَةٍ، | وتَقصُرُ، حيناً، دونَ مُكترِفيها |
وما هيَ إلاّ شاكَةٌ ليسَ عندَها | وجَدِّكَ، إرْطابٌ لمُخترِفيها |
فنالتْ، على الخضراءِ، شُرْبَ كُمَيتها، | وغالَتْ، على الغَبراءِ، مُعتَسفيها |
كما نُبِذَتْ، للوَحشِ والطيرِ، رازِمٌ، | فألفَتْ شروراً بينَ مُختَطِفيها |
تَناءَتْ عن الإنصافِ، مَن ضِيمَ لم يجدْ | سَبيلاً إلى غاياتِ مُنتَصِفيها |
فأطبِقْ فَماً، عنها، وكفّاً ومُقلَةً، | وقُلْ لغَويّ القَوم: فاكَ لفيها |
كأنّ التي في الكأسِ، يَطفُو حَبابُها، | سِمامُ حُبابٍ بَينَ مُرتَشفيها |
تُتابِعُ أجزاءَ الزّمانِ لطائِفاً، | وتُلحِقُ تَفريقاً بمُؤتلفيها |