إذا كُنتَ قد أُوتيتَ لُبّاً وحِكمَةً،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
إذا كُنتَ قد أُوتيتَ لُبّاً وحِكمَةً، | فشَمّرْ عن الدّنيا، فأنتَ مُنافيها |
وكُونَنْ لها، في كلّ أمرٍ، مخالِفاً، | فَما لكَ خَيرٌ في بنيها ولا فيها |
وهيهاتَ ما تَنفَكُّ ولهانَ، مُغرَماً | بورهاءَ، لا تُعطي الصّفاءَ مُصافيها |
فإنْ تَكُ هذي الدّارُ مَنزِلَ ظاعِنٍ، | فدارُ مُقامي، عن قليلٍ، أُوافيها |
أُرَجّي أُموراً لم يُقَدَّرْ بلوغُها، | وأخشَى خُطوباً والمُهَيمِنُ كافيها |
وإنّ صَريعَ الخَيلِ غَيرُ مُرَوَّعٍ، | إذا الطّيرُ هَمّتْ بالقَتيلِ عَوافيها |
بغبراءَ لم تَحفِلْ بطَلٍّ ووابِلٍ؛ | ونكباءَ تَسفي، بالعشيّ، سوافيها |
أرى مرَضاً بالنّفسِ ليسَ بزائلٍ؛ | فهَلْ رَبُّها ممّا تكابدُ شافيها؟ |
وفي كلّ قلبٍ غَدْرَةٌ مُستَكِنَّةٌ، | فلا تُخدَعَنْ من خُلّةٍ بتَوافيها |