هي العزائم من أنصارها القدر
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
هي العزائم من أنصارها القدر | وهي الكتائب من أشياعها الظفر |
جردت للدين والأسياف مغمدة | سيفا تفل به الأحداث والغير |
وقمت إذ قعد الأملاك كلهم | ذب عنه وتحميه وتنتصر |
بالبيض تسقط فوق البيض أنجمها | والسمر تحت ظلال النقع تشنجر |
بيض إذا خطبت بالنصر ألسنها | فمن منابرها الأكباد والقصر |
وذبل من رماح الخط مشرعة | في طولهن لأعمار الورى قصر |
تغشى بها غمرات الموت آسد شرى | من الكماة إذا ما استنجدوا ابتدروا |
مستلئمين إذا شاموا سيوفهم | شبهتها خلجا مدت بها غدر |
قوم تطول ببيض الهند أدرعهم | فما يضر ظباها أنها بتر |
إذا انتضوها وذيل النقع فوقهم | فالشمس طالعة والليل معتكر |
ترتاح أنفسهم نحو الوغى طربا | كأنما الدم راح والظبى زهر |
وان هم نكصوا يوما فلا عجب | قد يكهم السيف وهو الصارم الذكر |
العود أحمد والأيام ضامنة | عقبى النجاح ووعد الله منتظر |
وربما ساءت الأقدار ثم جرت | بما يسرك ساعات لها أخر |
الله زان بك الأيام من ملك | لك الحجول من الأيام والغرر |
لله بأسك والألباب طائشة | والخيل تردي ونار الحرب تستعر |
وللعجاج على صم القنا ظلل | هي الدخان وأطراف القنا شرر |
إذ يرجع السيف يبدي حده علقا | كصفحة البكر أدمى خدها الخفر |
وإذ تسد مسد السيف منفردا | ولا يصدك لا جبن ولا خور |
أما يهولك ما لاقيت من عدد | سيان عندك قل القوم أو كثروا |
هي السماحة إلا أنها سرف | وهي الشجاعة إلا أنها غرر |
الله في الدين والدنيا فما لهما | سواك كهف ولا ركن ولا وزر |
ورام كيدك أقوام وما علموا | أن المنى خطرات بعضها خطر |
هيهات أين من العيوق طالبه | لو كان سدد منه الفكر والنظر |
أن الأسود لتأبى أن يروعها | وسط العرين ظباء الربرب العفر |
أمر نووه ولو هموا به وقفوا | كوقفة العير لا ورد ولا صدر |
فاضرب بسيفك من ناواك منتقما | أن السيوف لأهل البغي تدخر |
ما كل حين ترى الأملاك صافحة | عن الجرائر تعفو حين تقتدر |
ومن ذوي البغي من لا يستهان به | وفي الذنوب ذنوب ليس تغتفر |
أن الرماح غصون يستظل بها | ومالهن سوى هام العدى ثمر |
وليس يصبح شمل الملك منتظما | إلا بحيث ترى الهامات تنتثر |
والرأي رأيك فيما أنت فاعله | وأنت أدري بما تأتي وما تذر |
أضحى شهنشاه غيثا للندى غدقا | كل البلاد إلى سقياه تفتقر |
الطاعن الألف إلا أنها نسق | والواهب الألف إلا أنها بدر |
ملك تبوأ فوق النجم مقعده | فكيف يطمع في غاياته البشر |
يرجى نداه ويخشى حد سطوته | كالدهر يوجد فيه النفع والضرر |
وما سمعت ولا حدثت عن أحد | من قبله يهب الدنيا ويعتذر |
ولا بصرت بشمس قبل غرته | إذا تجلى سناها أغدق المطر |
يا أيها الملك السامي الذي ابتهجت | به الليالي وقر البدو والحضر |
جاءتك من كلمي الحالي محبرة | تطوى لبهجتها الابراد والحبر |
هي اللآلئي إلا أن لجتها | طي الضمير ومن غواصها الفكر |
تبقى وتذهب أشعار ملفقة | أولى بقائلها من قولها الحصر |
ولم أطلها لأني جد معترف | بأن كل مطيل فيك مختصر |
بقيت للدين والدنيا ولا عدمت | آجياد تلك المعالي هذه الدرر |