ذكر المعاهد والرسوم فعرجا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ذكر المعاهد والرسوم فعرجا | وشجاه من طلل البخيلة ما شجا |
هيفاء أخجلت القضيب معاطفا | والرئم سالفة وطرفا أدعجا |
وسقى النعيم بذوبه وجناتها | فوشى به حلل الرياض ودبجا |
الأس أخضر والشقائق غضة | والأقحوان كما علمت مفلجا |
لا تسألني عن صنيع جفونها | يوم الوداع وسل بذلك من نجا |
لو كنت أملك خدها للثمته | حتى أعيد به الشقيق بنفسجا |
أو كنت أهجع لاحتضنت خيالها | ومنعت ضوء الصبح أن يتبلجا |
فبثثت في الظلماء كحل جفونها | وعقدت هاتيك الذوائب بالدجى |
عرضت فعطلت القضيب على الكثيب تأودا وتموجا وترجرجا | |
وكأنما استلبت غلالة خدها | من سيف يحيى حده المتضرجا |
ملك عنت منه الملوك مهابة | لأغر في ظلم الحوادث أبلجا |
أحلى على كبد الولي من المنى | وأمر في حنك العدو من الشجا |
من سر يعرب ما استقل بمهده | حتى استقل له المجرة معرجا |
يا من إذا نطق العلاء بمجده | خرس العدو مهابة وتلجلجا |
عجبا لطرفك إذ سما بك متنه | كيف استقل بما عليه من الحجى |
سبق البروق وجاء يلتهما لمدى | فثنى الرياح وراءه تشكو الوجى |
وعدا فألحق بالهجائن لاحقا | وأراك أعوج في الحقيقة أعوجا |
كالسيل مجته المذانب فانكفا | والبحر هزته الصبا فتموجا |
ومشى العرضنة بالكواكب ملجما | مما عليه وبالأهلة مسرجا |
ما دون كفك مرتجى لمؤمل | لم يلف بابك دون سيبك مرتجا |
بك يستجار من الزمان وريبه | وإليك من نوب الليالي يلتجا |
فمتى نقس بك ذا ندى كنت الحيا | صدقت مخيلته وكان الزبرجا |
وإذا عداك بغوا وسعتهم ندى | وتكرما وتعففا وتحرجا |
بشمائل تبدي ولكن طيها | لفحات بأس تستطير تأججا |
والبأس ليس ببالغ في نفعه | حتى يقارن بالسماح ويمزجا |
لم تأل تدأب في المكارم والعلا | متوقلا هضباتها متدرجا |
حتى أقرك ذو العلا بقرارها | وشفى بدولتك الصدور وأثلجا |
فأقمت من عمد السياسة ما وهي | وجلوت من ظلل الضلالة مادجا |
فاسلم لدفع ملمة تخشى ودم | أبد الزمان لنيل حظ يرتجى |