قد آذَنَتنا بأمرٍ فادِحٍ أُذُنٌ؛
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
قد آذَنَتنا بأمرٍ فادِحٍ أُذُنٌ؛ | وإنّما قيلَ آذانٌ لإيذانِ |
شَمسٌ وبَدرٌ أنارَا في ضُحًى ودُجًى | لآدَمٍ، وهما لا ريبَ هذانِ |
واللّيلُ والصّبحُ ما انجذّتْ حبالُهما، | وكلَّ حَبْلٍ على عَمْدٍ يَجُذّان |
ويأكُلانِ، ولم يَستَوبلا مَقِراً | من الطّعامِ، ولا شَهداً يَلَذّان |
إنّ الجديدَينِ ما ظَنّا وما عَلِما، | بل طائرانِ على جَدٍّ أحذّان |
طِرْفانِ للَّهِ ما بُذّا ولا لُحِقا، | ولم يَزالا، بمِقدارٍ، يَبُذّان |
هَذّا العِظاتِ علينا في سكونِهما، | كصارمينِ ذوَيْ غَربٍ يُهَذّان |
وقالتِ الأرضُ: مَهلاً يا بَنِيّ، ألا | سِيّانِ فوْقيَ أجمالي وقَذّاني |
غَذاكُمُ اللَّهُ منّي ثمّ عَوّضَني | ممّا لَقيتُ، فبالأجسامِ غَذّاني |
وطِئْتُموني بأقدامٍ وأحذِيَةٍ، | فقَد أُدِلْتُ، فتَحتي مَن تَحذّاني |
كم مرّ، في الدّهرِ، من قَيظٍ ومن شبَم | ولاحَ، في الأرض، من وردٍ وحَوذان |
يا صاحبيّ اللّذينِ استَشفَيا لِضَنىً، | بمنْ تَلوذانِ، أو ممّنْ تَعوذان؟ |
بقراطُ، عَمري، وجالينوسُ ما سَلِما، | والحَقُّ أنّهُما في الطّبّ فَذّان |