أطاع دمعي وصبري في الغرام عصى
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
أطاع دمعي وصبري في الغرام عصى | والقلب جرع من كأس الهوى غصصا |
وإن صفو حياتي ما يكدره | إلا اشتياقي إلى أحبابي الخلصا |
ما أطيب العيش بالأحباب لو وصلوا | وأسعد القلب من بلواه لو خللصا |
زموا فؤادي وصبري والكرى معهم | غداة بانوا وزموا للنوى القلصا |
وقفت أتبعهم قلبي يسايرهم | وأرسل الدمع في آثارهم قصصا |
ومقلة طالما قرت برؤيتهم | أضحى السهاد لها من بعدهم رمصا |
لم تحدر الدمع إلا أنها رفعت | إلى الأحبة من كرب الهوى قصصا |
رخصت بعد غلائي في محبتكم | ورب غال عزيز هان إذ رخصا |
أرى أماني منكم غير صادقة | كذا حديث المنى ما زال مخترصا |
يا هل تعود ظلال العيش سابغة | وكيف يرجع عيش ظله قلصا |
وحبذا فرص للدهر ممكنة | والدهر من لم تزل أوقاته فرصا |
لهفي على عنفوان العمر كيف مضى | عني وشيكا ولما تم لي نقصا |
ما كنت أعلم ريعان الصبا حلما | إذا انقضى أصبحت لذاته نغصا |
أيام أخلع في اللهو العذار كما | أهوى وألبس من أطرابه قمصا |
أيام لا رشئي يعتاده ملل | ولا رشاء الصبا من قبضتي ملصا |
إذ الليالي بما أهوى مساعفتي | تدني إلى النجح آمالا إلي قصى |
أروح ذا مرح بالوصل مبتهجا | أناله سؤله من دهره الحصصا |
أطاعت الغانيات الغيد منه فتى | إذا لحى في هواهن العذول عصى |
ما بالهن زهدن اليوم فيه وقد | أفاده الشيب تجريبا وثقل حصى |
كرهن بعد سواد شيب لمته | لما رأين بياضا خلنه برصا |
بمهجتي رشأ قلبي له قنص | فيا له رشأ للأسد مقنتصا |
تمضي عزائمه في قتل عاشقه | عمدا ويطلب في تعذيبه الرخصا |
يا لائما بشباك العذل يقنصني | ولست إلا لأشراك الهوى قنصا |
بغيت راحة من تعتاص سلوته | وأتعب الناس من يبغي الذي عوصا |
لا تحرصن على ما أنت طالبه | فربما حرم المطلوب من حرصا |
تبغي بقرع عصا التقريع لي رشدا | كما ينبأ ذو حلم بقرع عصا |
أقصر فلي شعف بالمجد طال له | باعي وطرف حسودي دونه بخصا |
وأنصف الدهر كان الفضل في دعة | منه وعائر حظ الفضل منتعصا |
ربى الزمان بنيه شر تربية | فالجهل ذو بطنة والفضل قد خمصا |
ولا زمان الإمام المستضيئ لنا | لما امتحى ذنب أيامي ولا محصا |
من ألزم الله كل الخلق طاعته | مخوفا منه عصيانا وشق عصا |
من لا خمائل لولا سحبه هطلت | ولا مخايل لولا برقه وبصا |
قد عاش في العزة القعساء حامده | ومات جاحده من ذلة قعصا |
مولى لراحة أهل الأرض راحته | وكم يفرج عنا الحادث اللحصا |
بالجود للمعتفي حلو الجنى سلسا | بالبأس للمعتدي مر الإبا عفصا |
يا سيد الخلفاء الأوصياء ومن | نبت المنى منه في روض النجاح وصى |
يا محكا كل نظم للزمان وهي | وجابرا كل عظم للمنى وهصا |
بالحق إن دانت الدنيا له ودنا | سحاب معروفه الهامي إذا نشصا |
أنمت عدلا عيون العالمين بما | أذهبت عنها القذى والرين والغمصا |
عدوكم واقع في الرعب طائره | حتى لقد حسب الدنيا له قفصا |
وحسب كل حسود أن ناظره | إلى مهالكه من حيرة شخصا |
يا خير من حج وفد الله كعبته | على المطي الذي في سيره قمصا |
وما توجه ذو عزم إلى أمل | إلالدى بابه عن حجه فحصا |
سأجتدي وابلا من جوده غدقا | وأمتري حافلا من خلفه لخصا |
وإن عندي ذا التوحيد من شكر النعمى | لديك وذا الإشراك من غمصا |
من ذا الذي سار سيري في ولائكم | غداة قال العدا لا سير عند عصا |
بعثي على الحق أصفى مصر من رنق | به وأخرس منها باطلا نبصا |
ونال عبدك محمود بها ظفرا | ما زال يرقبه من قبل مرتبصا |
كلب الفرنج عوى من خوف صولته | وقيصر الروم من إقدامه معصا |
سطا فكم فقرة للكفر قد وقمت | وكم وكم عيق للشرك قد وقصا |
من خوف سطوته أن العدو إذا | أم الثغور على أعقابه نكصا |
ورب معترك رحب الفضاء به | أضحى على مسعريه ضيقا لقصا |
لما انتشى الهام من كأس النجيع به | غنى المهند والخطي قد رقصا |
وللكماة على أهوالها نهم | نام كأن بها نحو الردى لعصا |
وللحرب عضت بأنياب لها عصل | والصف أحكم من أضراسها لصصا |
والبيض فيه بقد البيض ماضية | والسمر تخترق الماذية الدلصا |
وكل نفس مشيح رهن ما كسبت | والسامري رهين بالذي قبصا |
ومن دماء مساعير الهياج نرى | على سوابغها من نضحها نفصا |
أعاد عبدك نور الدين منتصرا | ما كان يغلو من الأرواح مرتخصا |
وكم أخاف العدا بالأولياء كما | أخافت الأسد في إصحارها النحصا |
والمبطلون متى طالت رقابهم | أبدى من الهون في أعناقها الوقصا |
أعدى نداك أمير المؤمنين على | حظ تعدى ودهر ريبه قرصا |
نعشت فضلي بافضال حللت به | من عقده ما لواه الحظ أو عقصا |
تمل مدح ولي فخر ناظمه | أن القريض إلى تقريظكم خلصا |
لا يصدق الشعر إلا حين أمدحكم | وكل مدح سوى مدحيكم خرصا |
وكيف أحصي بنطقي فضل منتسب | إلى الذي في يديه نطق كل حصى |