هل لعاني الهوى من الأسر فاد
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
هل لعاني الهوى من الأسر فاد | أو لساري ليل الصبابة هاد |
قوي الشوق فاستقاد دموعي | ووهى الصبر فاستقال فؤادي |
جنبوني خطب البعاد فسهل | كل خطب سوى النوى والبعاد |
كنت في غفلة من البين حتى | صاح يوم الأثيل بالبين حاد |
ناب عنهم غداة بانوا بقلبي | رائح من لواعج الوجد غاد |
أيها الصادرون ريا عن الورد | أما تنقعون غلة صاد |
لم يكن طيفكم يضن بوصلي | لو سمحتم لناظري بالرقاد |
قد حللتم من مهجتي في السويداء | ومن مقلتي محل السواد |
وبخلتم من الوصال بإسعافي | أما كنتم من الأجواد |
وبعثتم نسيمكم يتلافاني | فعاد النسيم من عوادي |
سمتوني تجلدا واشتياقا | ومحال تجمع الأضداد |
أبقاء بعد الأحبة يا قلبي | ما هذه شروط الوداد |
ذاب قلبي وسال في الدمع لما | دام من نار وجده في اتقاد |
ما الدموع التي تحدرها الأشواق | إلا فتائت الأكباد |
أين أحبابي الكرام سقى الله | عهود الأحباب صوب العهاد |
حبذا ساكنو فؤادي وعهدي | بهم يسكنون سفح الوادي |
أتمنى في الشام أهلي ببغداد | وأين الشآم من بغداد |
ما اعتياضي عن حبهم يعلم الله | تعالى إلا بحب الجهاد |
واشتغالي بخدمة الملك العادل | محمود الكريم الجواد |
أنا منه على سرير سروري | راتع العيش في مراد مرادي |
قيدتني بالشام منه الأيادي | والأيادي للحر كالأقياد |
قد وردت البحر الخضم وخلفت | ملوك الدنيا به كالثماد |
هو نعم الملاذ من نائب الدهر | ونعم المعاذ عند المعاد |
الغزير الإفضال والفضل والنائل | والعلم والتقى والسداد |
باذل في مصالح الدين طوعا | ما حواه من طارف وتلاد |
وتراه صعب المقالة في الشر | ولكن في الخير سهل القياد |
جل رزء الفرنج فاستبدلوا منه | بلبس الحديد لبس الحداد |
فرق الرعب منه في أنفس الكفار | بين الأرواح والأجساد |
سطوة زلزلت بسكانها الأرض | وهدت قواعد الأطواد |
أخذتهم بالحق رجفة بأس | تركتهم صرعى صروف العوادي |
خفضت في قلاعها كل عال | وأعادت قلاعها كالوهاد |
أنفذ الله حكمه فهو ماض | مظهر سر غيبه فهو باد |
آية آثرت ذوي الشرك بالهلك | وأهل الإيمان بالإرشاد |
والأعادي جرى عليهم من التدمير | ما قد جرى على قوم عاد |
أشركت في الهلاك بين الفريقين | دعاة الإشراك والإلحاد |
ولقد حاربوا القضاء فأمضى | حكمه فيهم بغير جلاد |
والإله الرؤوف في الشام عنا | دافع لطفه بلاء البلاد |
أنت قطب الدنيا وأصحابك الغر | مقام الأبدال والأوتاد |
لم يجد عندك النفاق نفاقا | فلسوق الفساد سوء الكساد |
والعنود الكنود ذو الغش غشاه | رداء الردى عناء العناد |
وبحق أصيبت الأرض لم | مكنت من مقام أهل الفساد |
علمت أنها جنت فغراها | حذرا من سطاك شبه ارتعاد |