إذا شئت كان النجم عندك شاهدي
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
إذا شئت كان النجم عندك شاهدي | بلوعة مشتاق ومقلة ساهد |
غريب كساه البين أثواب مدنف | وحفت به الأشجان حف الولائد |
بعيد الضحى من بعد إلف مفارق | طويل الدجى من طول بث معاود |
كأن ظلام الليل سد طريقه | تعلق أجفاني برعي الفراقد |
وقد لبست آفاقه من دجونه | حداد نواع للصباح فواقد |
سليني عن الليل التمام قطعته | بزفرة مشتاق وأنفاس واجد |
طواك على طيب الكرى فطويته | بشكوى سلي عنهن صم الجلامد |
يطاول ليل التم بثي مسعدا | على ذكر إلف بان غير مساعد |
ويوحشني ملء السماء كواكبا | إلى كوكب في مغرب البين واحد |
ألم أدر أن الصبح شبهك قبلها | فأعرف منه الآن خلف المواعد |
سترعى وفاء العهد لي إن نقضته | لواعج بث في هواك معاهدي |
ويوشك أن تجلى وجوه مطالبي | بأزهر وضاح وأروع ماجد |
مليك لشمل الملك والعز جامع | وعن حرم الأحساب والمجد ذائد |
أغر سما للدين فاعتصم الهدى | به وهدى المعروف سبل المحامد |
حيا طبق الآفاق شرقا ومغربا | فما تقتفى في المحل آثار رائد |
بسيف لأقدار الحتوف مساور | وسيب لتهتان الغيوم مجاود |
سليل علا تنميه أنساب حمير | إلى كل بان للمفاخر شائد |
همام له من فخر يعرب في العلا | ذرى كل سامي السبك راسي القواعد |
محاتد عز واعتلاء كأنما | سنا الشمس من إشراق تلك المحاتد |
فتى أذعن الدهر الأبي لحكمه | فأضحى إليه ملقيا بالمقالد |
هو البدر إشراقا ونورا وسيفه | مدى الدهر منه في محل عطارد |
تدانت من الآمال أنواء كفه | وبرز سبقا في المدى المتباعد |
فحجب منه الملك أكرم حاجب | وقاد جنود النصر أكرم قائد |
كتائب توحيد الإله شعارها | وما يوم خزي الكفر فيها بواحد |
إذا يممت منه حمى فكأنما | أربت عليه مصعقات الرواعد |
لئن حل دار الملك من بعد قافلا | لقد شد أقصاها برأي مجاهد |
فشاهد عنه النصر إن لم يشاهد | وجالد عنه الصبر إن لم يجالد |
رعى الله للمنصور نصرة دينه | فجازاه خير ابن تلا خير والد |
وأيد هذا الملك والدين منهما | بأيمن يمنى ساعدت خير ساعد |
فيا جامع الإسلام شملا وتاركا | ديار الأعادي موحشات المعاهد |
ليهنك أن العيد وافاك قادما | بأوشك باد للسرور وعائد |
تلقاك بالبشرى وحياك بالمنى | وساعد للبشرى لأعدل شاهد |
فلا زالت الأيام أعياد فضلكم | لكل موال خالص الشكر حامد |
ولا زلتم مأوى غريب وآمل | ومفزع ملهوف وفرصة قاصد |