سأرحَلُ عن وشكٍ، ولستُ بعالمٍ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
سأرحَلُ عن وشكٍ، ولستُ بعالمٍ | على أيّ أمرٍ، لا أبا لكَ، أقدُمُ |
وهَوّنَ إعدامي عليّ تَحَقُّقي | بأنّي، وإن طالَ التمكّثُ، أُعدَم |
فإنْ لم تكُنْ إلاّ الحَياةُ وبينُها، | فلَستُ، على أيّامِها، أتَنَدّم |
ودنياكَ يَهواها، على الهَرَمِ، الفتى، | ويخدُمُها، فيما يَنوبُ، المخدَّم |
أرى الشّخصَ يُطوى والممالكَ تحتوى، | ومَن صحّ يَذوى، والمجادلُ تُهدَم |
منَعتَ الهوى منّي، وسُمْتنيَ الهَوَى، | وقد يَبلُغُ الحاجَ الفنيقُ المسدَّم |
إذا رُؤساءُ النّاسِ أمّوا تَنازَعوا | كؤوسَ الأذى، هل في الزّجاجة عندم |
ولم يُرْضِهمْ شُرْبُ المُدامةِ أذهَبَتْ | حجى النّفسِ، إلاّ أن يُمازِجَها الدّم |
فنَحنُ كأيمِ الضّال أوْلى مِراسَهُ، | بما كانَ يَغوي الآخرَ، المتَقَدِّم |
وحوّاءُ أعطَتْ بنتها البؤسَ، وابنَها | لآدَمَ، يُغذَى بالشّقاءِ ويُؤدَم |