سُقيا لِشَوْهاءَ ما هَمّتْ بفاحشَةٍ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
سُقيا لِشَوْهاءَ ما هَمّتْ بفاحشَةٍ، | غدتْ على الغزلِ، ليستْ تعرِفُ الغزَلا |
وتجهَلُ العُودَ، إلاّ عُودَ مِغزَلِها، | ولا تَراحُ، إذا ما عاتِقٌ بُزِلا |
كلُّ البريّةِ شاكٍ، لو سَما زُحَلٌ | إلى السّماكِ رآهُ يَشتَكي العَزَلا |
إنّ الغُرابَ، ولم يوجَدْ أخو قَدَمٍ | أصحَّ منهُ، تُعاني رِجلُهُ قَزلا |
فجنّبِ الزّهوَ في الدّنيا، فلو زُهيتْ | غُرُّ الغَمامِ لذُمّ القَطرُ، إذ نَزَلا |
لوْ تاهَ بَيتُ قريضٍ، وهو مُنتَسِبٌ | في كامل الشّعر، وافى الوَقصَ أو خُزلا |
فاعجَبْ لعُودِ الغواني لم يَخَفْ هرَماً، | ولا يَراهُ زمانٌ، في السُّرى، هُزِلا |
في هَيئةِ البَكرِ، ما حالتْ سَجيّتُهُ، | فقيلَ: أسدسَ، في حوْلٍ، وما بُزِلا |
تلاوَمَ النّاسُ، وافتَنّتْ ظنونُهُمُ، | وأرْجأ النّاشىءُ الباغي، أو اعتزلا |
وقيلَ لا بعثَ يُرْجى للثّوابِ، وما | سمِعتَ، في ذاكَ، دعوى مبطلٍ هَزلا |
وكيفَ للجسمِ أن يُدْعى إلى رَغدٍ، | من بعدِ ما رَمّ، في الغبراءِ، أو أزِلا؟ |
وهل يَقومُ لحملِ العبءِ، من جدَثٍ، | ظَهرٌ، وأيسرُ ما لاقاهُ أن جُزِلا؟ |
ما أحسبُ الكَوكبَ المِرّيخَ أو زُحلاً، | إلاّ أميرينِ، إنْ طالَ المَدى عُزِلا |