أرشيف الشعر العربي

الدّهرُ يَزْبِقُ مَن حَواهُ، كأنّهمْ

الدّهرُ يَزْبِقُ مَن حَواهُ، كأنّهمْ

مدة قراءة القصيدة : دقيقة واحدة .
الدّهرُ يَزْبِقُ مَن حَواهُ، كأنّهمْ شَعرٌ يُغَيَّرُ، فهوَ أحمَرُ أزبَقُ
والبَهْمُ يُرْبَقُ، والأنامُ بَهائِمٌ أبداً تُقَيَّدُ، بالقَضاءِ، وتُرْبَقُ
فَلَكٌ يَدورُ على معاشرَ جَمّةٍ، وكأنّهُ سِجْنٌ علَيهِمْ مُطبَق
في كلّ حينٍ يَستَهِلُّ، من الأذى، مطرٌ، يخُصُّ أماكِناً، ويطبِّق
مُهَجٌ تَهارَشُ في الخسيس، وإن غدتْ كالنّابحاتِ، فكلُّ طَعمٍ خِرْبق
لا تَفرَحَنّ بما بَلَغتَ من العُلا، وإذا سَبَقتَ، فعنْ قليلٍ تُسبَق
وليَحذَر، الدّعوى، اللّبيبُ، فإنّها، للفَضْلِ، مَهلَكَةٌ، وخَطبٌ موبق
لو قال بدْرُ التّمّ: إني دِرْهمٌ؛ قالتْ له السّفهاءُ: أنتَ مُزأبق
إيّاكَ والدّنيا، فإنّ لِباسَها يُبلي الجسومَ، وطيبُها لا يَعبَق
ولها هُمومٌ، بالنّفوسِ لوابقٌ، وسرورُها، بصدورنا، لا يَلبَق
واللَّهُ خالقُنا لأمرٍ شاءَهُ، أبَقَ العَبيدُ، وعَبدُهُ لا يأبقُ

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (أبوالعلاء المعري) .

إدْأبْ لرَبّكَ، لا يلومُكَ عاقلٌ

كم أمّةٍ لعبتْ بها جُهّالُها،

الفِكرُ حَبلٌ، متى يُمسَكْ على طرَفٍ

إن شئتَ أن تُرزَقَ الدنيا ونِعمتَها،

يا آَكِلَ التّفّاحِ لا تَبْعدَنْ،


مشكاة أسفل ٢