مَنْ عَيّرَ الخبْلَ إنساناً، فقد خَبِلا؛
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
مَنْ عَيّرَ الخبْلَ إنساناً، فقد خَبِلا؛ | هل تحمِلُ الأمُّ إلاّ الثُّكلَ والهبَلا؟ |
يَعومُ، في اللُّجّ، ركبٌ، يمتطي سُفُناً، | ويَجنُبُ الخيلَ سارٍ، يَركبُ الإبلا |
وإنّما هوَ حَظٌّ لا تُجاوِزُهُ، | والسّعدُ غيمٌ، إذا طلّ الفتى، وبَلا |
تَبغي الثراءَ، فتُعطاهُ وتُحرَمهُ؛ | وكلُّ قَلبٍ على حبّ الغِنى جُبِلا |
لو أنّ عِشقَكَ، للدّنيا، له شبَحٌ | أبدَيتَهُ، لملأتَ السّهلَ والجَبَلا |
أتَقبَلُ النّصْحَ منّي أم تُضيّعُهُ؛ | وربّ مثلِكَ ألغاهُ، فَما قَبِلا |
من اهتدى بسوى المَعقولِ أوْرَدهُ، | مَن باتَ يَهديهِ، ماءً طالَما تَبَلا |
حِبالَةٌ لا يُرَجّى الظبيُ مَخْلَصَهُ | منها، وأنّى، إذا ليثُ الشرى حُبِلا؟ |
لا تَرْبَلَنّ، وكنْ رِئبالَ مأسَدَةٍ؛ | إنّ الرّشادَ يُنافي البادِنَ الرَّبِلا |
خيرٌ لعَمري، وأهدى من إمامِهمُ، | عكّازُ أعمى هدَتْهُ، إذ غدا، السُّبلا |
قد أعبَلَتْ شجراتٌ غيرَ عاذبَةٍ، | وسوفَ يُبكِرُ جانٍ يطلُبُ العبلا |
تكهّلٌ بَعدَهُ سِنٌّ يُشاكِلُهُ؛ | ما أيبَسَ الغُصنُ إلاّ بَعدمَا ذَبلا |
إنّ المُسنّ، وقد لاقَى أذًى وشذىً، | يَوَدُّ لوْ رُدّ غضَّ العيشِ مقتَبَلا |
يُوصي كبيرُ أعاديهِ أصاغرَهمْ | بقَصدِهِ، فليُعِدّ النَّبلَ والنَّبَلا |
تَعَلّل النّاسُ حتى بالمُنى، وسَما | ذو الغَورِ يُهدي، إلى النّجديّةِ، القُبلا |
أرى الطّريقينِ: من مَيْتٍ ومن ولدٍ، | لا يَخلوانِ، كلا نَهجَيهِما سُبلا |
فلا تُبِنّ لمجرى السّيلِ أخْبِيَةً، | فالحَزْمُ يُنزِلُكَ الأخيافَ والقُبلا |
بِلًى لجسمٍ وبلوى حِلفُ مُصطحبٍ، | إن قلتَ: لا، عند أمرٍ عنّ، قال: بلى |