أمّا الحَقيقَةُ، فَهيَ أنّي ذاهبٌ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أمّا الحَقيقَةُ، فَهيَ أنّي ذاهبٌ، | واللَّهُ يَعلَمُ بالذي أنا لاقِ |
وأظنُّني، من بعدُ، لستُ بذاكرٍ | ما كان من يُسرٍ، ومن إملاق |
لم أُلفَ كالثّقَفيّ، بل عِرْسي هي السـ | ـوْداءُ، ما جهّزتُها بطلاق |
عَجَباً لبُرْدَيْها الدُّجُنّةِ والضُّحى، | وَوِشاحِها من نَجمِها المِقلاق |
كم أخلقَ العصرانِ مُهجةَ مُعصرٍ، | وهُما على أمنٍ منَ الإخلاق |
دُنياكَ غادرَةٌ، وإنْ صادتْ فتًى | بالخَلقِ، فهيَ ذميمةُ الأخلاق |
يَستَمطِرُ الأغمارُ من لَذّاتِها، | سُحُباً تُليحُ بمُومِضٍ ألاّق |
لم تُلقِ وابِلَها، ولكنْ خِلتُها | خَيلاً مُسَوَّمَةً مَعَ العُلاّق |
وإذا المُنى فَتحتْ رتاجَ مَعيشةٍ، | بكَرَتْ عليهِ بمُحكمِ الإغلاق |
ومتى رَضيتَ بصاحبٍ من أهلِها، | فلَقَدْ مُنيتَ بكاذِبٍ مَلاّق |
شُهبٌ يُسَيّرُها القَضاءُ، وتحتَها | خِلَقٌ تُشاهِدُها، بغيرِ خَلاق |
ما لي وللنّفَرِ، الذينَ عهدتُهُمْ | بالكَرْخِ من شاشٍ ومن إيلاق |
حَلَقٌ مُجادَلَةٌ كشُرْبِ مُهلهِلٍ، | شربوا على رغمٍ بكأسِ حَلاق |
والرّوحُ طائرُ محبَسٍ في سجنهِ، | حتى يَمُنّ رَداهُ بالإطْلاق |
سَيموتُ محمودٌ ويهلِكُ آلِكٌ، | ويَدوم وجهُ الواحدِ الخَلاّق |
يا مَرحَباً بالمَوتِ من مُتَنظِّرٍ، | إنْ كانَ ثَمّ تَعارفٌ وتَلاق |
ساعاتُنا، تحتَ النّفوسِ، نجائبٌ | وخدَتْ بهنّ بعيدةَ الإطلاق |
ألقِ الحَياةَ إلى المَماتِ، مُجَرَّداً؛ | إنّ الحَياةَ كثيرَةُ الأعلاقِ |
ما زلتِ تجتابينَ حُلّةَ فارِكٍ، | حتى رُميتِ بمُصلِفٍ مِطلاق |