لقد فَنيتَ، وهل تبقى، إذا عَمرَتْ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
لقد فَنيتَ، وهل تبقى، إذا عَمرَتْ، | جوّالَةٌ بَينَ تَغريبٍ وإشراقِ؟ |
وكَم سَحابَةِ قومٍ غَرّ لامِعُها، | وإنْ دَعَتْكَ بإرْعادٍ وإبراق |
إنّ السّيوفَ مخاريقٌ، إذا عُصِيَتْ | بها الفَوارِسُ أودى كلُّ مخراق |
أورقتُ عصراً، فإن أورقتُ في طلَبٍ، | فإنّ إيراقَ كَفّي هاجَ إيراقي |
والجَدُّ يأتيكَ بالأشياءِ ممكِنَةً، | ولا تُنالُ بإشآم وإعراق |
أغرقتُ في حبّيَ الدّنيا، على سَفَهٍ، | فقد تكَسّبتُ إحْراقاً بإغراق |
أطرِقْ كرَى، ليسَ لي علمٌ بشأنِ غدٍ، | ولا لغَيري، ولا يحزنكَ إطراقي |
فالحَمدُ للَّهِ ما فارقتُ سيّئَةً، | وكيفَ لي مِن ضَنَى دَيْنٍ بإفراق؟ |
والنُّسكُ لا نُسكَ موجودٌ فَنَبغِيَهُ، | فعَدِّ عَن فُقَهاءِ اللّفظِ، مُرّاق |
وما احتياليَ في الأقدارِ، إن جعلتْ | عَصبَ التِّجارِ لشُعثِ الهامِ سُرّاق |
هَذّبْ سجايَاك لا يَكثُرْ بها دنَسٌ، | من الدّنايا، ليرقَى، في العُلا، راقِ |
فكلُّ مرآة قومٍ زُبْرَةٌ صُقِلَتْ، | حتى أرَتهمْ بصافي اللّونِ رَقراق |
يَرقي المعزِّمُ وِلداناً ليورِثَهُمْ | نَفعاً، ولا نَفعَ إلاّ بُسلَةُ الرّاقي |