لئنْ سقَتكَ اللّيالي مَرّةً ضَرَباً،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
لئنْ سقَتكَ اللّيالي مَرّةً ضَرَباً، | فكم سقَتكَ على مرّ الزّمانِ مَقِرْ |
إنّ المشَقَّرَ لم تُخلِد ممالكَهُ، | شُقرٌ تقادُ، ولا مسحوبةٌ كشَقِرْ |
وإنّما هذه الدّنيا لَنا تلفٌ، | إذا الفَقيرُ تصدّى لليَسارِ فَقِرْ |
فأذْرِ دمعَك، إنْ جُهّالُها ابتَسَموا | من جَهلِهم، وإذا خفّ الأنامُ فقِر |
واهْربْ من النّاس، ما في قربهم شرَفٌ؛ | إنّ الفَنيقَ إذا دانَى الأنيسَ عُقِر |
والصّقُر يَلبَسُ، إن طال المدى، هرَماً، | حتى إذا مرّ بينَ الهاتِفاتِ تَفِر |
لو عاشَتِ الشمسُ فينا أُلبِستْ ظُلَماً، | أو حاوَلَ البَدْرُ منّا حاجةً لحَقِر |
ولدْتِ يا أُمُّ طفلاً شبّ في عنَتٍ، | فليتَ كشْحَكِ، عن ذاك الجنين، بُقِرْ |
لتَستريحا، فكم عانَى أذى قَرَسٍ، | عندَ الشّتاءِ، ولاقَى وَغرَةً، فصُقِر |
فلا تُقِرّ بمَجدٍ لامرىءٍ أبداً، | إنْ كنتَ، باللَّهِ ربّ النيّراتِ، تُقِرّ |