وجدتُ ابنَ آدَمَ في غِرّةٍ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
وجدتُ ابنَ آدَمَ في غِرّةٍ، | بما يَستَفيدُ وما يَطّرِفْ |
تَعَلّقَ دُنياهُ قَبلَ الفِطامِ، | وما زالَ يدْأبُ حتى خَرِف |
وتَسمُو لِطارِفِها عَينُهُ، | وخَيرٌ لناظِرِها لو طُرِف |
يُسَرُّ بها، عَصرَ إقبالِها | كأنّ تَغَيُّرَها ما عُرِف |
ويَذرِفُ، من حُبّها، دَمعَهُ، | وما يَجلُبُ الحَظَّ دَمعٌ ذُرِف |
وكم مرّ، يَوماً، على قَبرِه، | حِسانُ الوُجوهِ، فلم تَشتَرِف |
أيَلتَمِسُ الماءَ من ناكِزٍ، | ويَترُكُ جمّاً لِمَنْ يَغترِف؟ |
ولم يَقترِفْ من رِضا ربّهِ، | ولكنْ جَرائمُه يقترف |
كَعاملِ قومٍ أساءَ الصّنيعَ، | ولا ريبَ في أنّه يَنصَرِف |
وقد جاءَ، غافِلَنا، رِزقُهُ، | وإن كانَ للقوتِ لم يَحترِف |
أيا ظَبيَةَ القاعِ! خافي الرّماةَ، | ولا يَخدَعَنّكِ روضٌ يَرِف |