يا نَفسُ! آهِ لِمَتْجَرٍ مُتَنزِّرِ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
يا نَفسُ! آهِ لِمَتْجَرٍ مُتَنزِّرِ، | جرّبتُهُ، فرَجَعْتُ عَيْنَ المُخسَرِ |
أعَلى ابنِ أُدٍّ يَفترونَ، كما افترَتْ، | قِدماً، على النّمْروزِ، شأنَ الأنسُرِ؟ |
سرٌّ سيُعلَنُ، والحياةُ مُعارةٌ، | ولتُقضيَنّ بها دُيونُ المُعسِر |
كخبيءِ نِعمَ وبئسَ، يخبأ فيهما، | ويكونُ ذاكَ على اشتراطِ مفسِّر |
أنا في إسارِ الدّهرِ، لستُ بمُطلَقٍ | أبداً، فأسْرِ أخا الطلاقَةِ، أوْ سِر |
والعيشُ جسرٌ نالَ من هو جاسِرٌ، | أوْ كادَ فيهِ، وخابَ من لم يجسُر |
وإذا قَرَنْتَ بلامِ مِلكٍ مُضمَراً، | فُتِحَتْ به، فكأنّها لم تُكسَر |
وكأنّ من بلَغَ العُلا لم ينخفضْ؛ | وكأنّ من فَقدَ الغنى لمْ يُوسِر |
ويَدُلُّني، أنّ المَماتَ فضيلَةٌ، | كونُ الطّريقِ إلَيهِ غيرَ مُيَسَّر |
لوْلا نَفاستُهُ لسُهّلَ نهْجُهُ، | كأذى الضّعيفِ على اللئيمِ المَكسِر |
آلَيتُ لوْ رُزقَ العديمُ فطانَةً، | لنَفَى الهُمومَ، وباتَ غَيرَ مُحَسَّر |
ولئن يُعَدَّ حَمامَةً، خيرٌ لهُ | من أن يُضافَ إلى ذواتِ المَنْسَر |
وإذا المُعَلّى عادَ أكثرَ مَغرَماً، | فاقنَعْ بفَذّكَ من قِداحِ المَيسر |