أصحابُ لَيْكَةَ أُهلِكوا بظَهيرَةٍ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
أصحابُ لَيْكَةَ أُهلِكوا بظَهيرَةٍ | حَمِيَتْ، وعادٌ بالرّياحِ الصَّرْصَرِ |
هَوّنْ عليكَ أنِلتَ نصراً في الوغى، | أم قال جدُّكَ، صادقاً، لا تُنْصر |
كِسرَى أصابَ الكَسرُ جابرَ مُلكه، | والقصرُ كَرّ على تَطاوُل قَيصَر |
لا تَحمَدَنّ، ولا تذمّنّ امرأً | فينا، فغيرُ مقصِّرٍ كمقَصِّر |
آلَيْتُ لا يَنفَكُّ جسْميَ في أذًى، | حتى يَعودَ إلى قَديمِ العُنصُر |
وإذا رَجعَتُ إلَيهِ صارت أعظُمي | تُرْباً، تهافَتَ في طِوالِ الأعصُر |
واللَّهُ خالقُنا اللّطيفُ مُكَوِّنٌ | ما لا يَبينُ لِسامعٍ، أو مُبصِر |
أيّامَ لم تَكُ في المَواطِنِ كُوفَةٌ | لمُكَوِّفٍ، أوْ بَصرَةٌ لمُبَصِّرِ |
كم أهرَمَ، الفتياتِ، وقتٌ ذاهبٌ، | والشّمسُ تطلُعُ كالفَتاةِ المُعصِر |
والعقلُ يَعجَبُ للشّروعِ: تمجّسٍ | وتَحنّفٍ وتَهَوّدٍ وتَنَصّر |
فاحذَرْ ولا تَدعِ الأمورَ مُضاعةً، | وانظرْ بقلبِ مُفَكّرٍ متبَصّر |
فالنّفسُ، إنْ هيَ أُطِلقَتْ من سِجنها، | فكأنّها، في شَخصِها، لم تُحصَر |
والطّولُ في وُسطَى البَنانِ لعِلّةٍ، | كالنّقْصِ في إبهامِها والخِنصِر |