ما للبصائِرِ لا تخلو من السَّدَرِ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
ما للبصائِرِ لا تخلو من السَّدَرِ، | والعقلِ يُعصى، فيُمسي وهو كالهَدَرِ |
آلَيْتُ أُثني على قَومٍ بنُسكِهِمُ، | وقد تكشّفَ سهلُ الأرضِ عن غَدَر |
إنْ قلتُ صُفّوا بإلغازٍ، فمُعتَمَدي | صُفّوا من الصفّ لا صُفّوا من الكدَر |
مَن كان، في الدّهرِ، ذا جَدٍّ أفاد به | ما شاءَ، حتى اشتراءَ البَدرِ بالبِدَر |
وقِسْ، بما كان، أمراً لم يكنْ، ترَه، | فالرِّجلُ تعرِفُ بعضَ الموتِ بالخَدَر |
على خَبيئِكَ أسْتارٌ، مضاعَفَةٌ، | بالعقل والصّمْتِ والأبوابِ والجُدُر |
لكلّ وقتٍ شؤونٌ تستعدُّ له، | والهمُّ في الوِرْدِ غيرُ الهمّ في الصّدَر |
ما قلتُ أُسرِيَ، في ليْلٍ، على عَملٍ، | أدارَهُ اللَّهُ، والأفلاكُ لم تَدُرِ |
أضرُّ من جُدَريٍّ، شانَ حاملَهُ، | بحَمْلِه، جَدَريٌّ، جاءَ مِن جَدَر |
والمَرءُ يُنكِرُ ما لم تجْرِ عادتُهُ | بمثلِهِ، ثمّ يَبغي الحُوتَ في الغُدُر |
طأ بالحوافرِ قَتْلَى في مَصارِعِها، | فالجِسمُ، بعدَ فراقِ الرّوح، كالمَدر |
والنّفسُ تطلُبُ أغراضاً، ولو علمتْ | بالغيبِ، سِيئَتْ بمخبوءٍ من القَدر |