عَبَرَ الشّبابُ، لأمّه العُبرُ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
عَبَرَ الشّبابُ، لأمّه العُبرُ، | لا غابرٌ منهُ، ولا غُبْرُ |
كالأدهمِ الجاري مضى، فإذا | آثارُه، بمَفارِقي، غُبْر |
ونعوذُ بالخلاّق، مِنْ أُمَمٍ | أوْفَى المَنازِلِ، منهُمُ، القبر |
إبَرُ العقارِبِ، فوقَ ألسُنِهِمْ، | محمولةٌ، فكلامُهُمْ أبْر |
مَنْ جَبرئيلُ، إذا تُخَوِّفُهم؛ | لا إيلُ، عندهمُ، ولا جَبْر |
وخَبرْتُهم، فوجدتُ أخبرَهم | مثلَ الطّريدةِ، ما لها خُبر |
هل يعصِمَنّكَ من لقاءِ ردًى، | بالرّغمِ، أنّكَ عالمٌ حَبْر؟ |
وحصلتُ من وَرِقٍ على وَرَقٍ | بِيضٍ، يشُقُّ مُتونَها الحِبر |
فُضّتْ نُهاكَ بفِضّةٍ سُبكتْ، | ولقد قضى، بتَبارِكَ، التّبر |
واللَّهُ أكبرُ، فالولاءُ لهُ، | وكذا الولاءُ يحوزُهُ الكُبر |
لو لم تكن، في القومِ، أصغرَهم، | ما بانَ فيكَ، عليهمُ، كِبر |
والدّاءُ يُطرَدُ بالأمرّ، وصَرْ | فُ الخَطبِ، وقتَ نزولهِ، الصّبر |
والعيشُ سُقمٌ، لا سَآمَ له، | وجِراحُهُ يعيا بها السَّبر |
والنّاسُ خَيرُهُمُ كشرّهِمُ، | وتساوَتِ النّعراتُ والدَّبر |
ما آلُ بَبْرٍ، إن وصَفتُهُمُ، | إلاّ ضراغمَ، جَدُّها بَبْر |
هاوٍ إلى وَهْدٍ، يخالفُهُ | راقي الهِضابِ، كأنّهُ وَبْر |
يُوفي على شُرُفاتِ مِنبرِه، | مَنْ هَمُّهُ التحقيقُ والنَّبر |
يتلو العِظاتِ، وليس مُتّعِظاً، | بل شَدُّه، لحزامهِ، ضَبر |
قد أقطعُ السَّبروتَ يملأُ، بالـ | ـآلِ، المُروتَ، فيشحُبُ السَّبر |
أودى الزّمانُ بذي الأمانِ، فلا الـ | ـعَرْجيُّ موجودٌ، ولا جَبر |