بينَ الغريزَةِ والرّشادِ نِفارُ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
بينَ الغريزَةِ والرّشادِ نِفارُ، | وعلى الزّخارِفِ ضُمّتِ الأسفارُ |
وإذا اقتضيتَ، معَ السّعادةِ، كابياً، | أوْريتَهُ ناراً، فقيلَ عَفار |
أمّا زمانُكَ بالأنيسِ، فآهِلٌ، | لكنّهُ، ممّا تَودُّ، قِفار |
أقفرتُ منْ جهتينِ: قَفرِ مَعازَةٍ، | وطعامِ ليلٍ جاءَ، وهو قَفار |
وإذا تَساوى، في القبيحِ، فعالُنا، | فمنِ التّقيُّ، وأيُّنا الكَفّار؟ |
والنّاسُ بينَ إقامةٍ وتحمّلٍ، | وكأنّما أيّامُهمْ أسْفار |
والحتفُ أنصفَ بينهم، لم تمتنعْ | منه الرّئالُ، ولا نجا الأغفار |
والذّنبُ، ما غُفرانُهُ بتصنّعٍ | منّا، ولكنْ ربُّنا الغَفّار |
وكم اشتكتْ أشفارُ عينٍ سُهدَها، | وشفاؤها ممّا ألمّ شِفار |
والمرءُ مثلُ اللّيثِ، يفرِسُ دائماً، | ولقدْ يخيبُ، وتَظفَرُ الأظفار |
ولطالما صابرْتُ ليلاً عاتماً، | فمتى يكونُ الصّبحُ والإسفار؟ |
يرجو السّلامةَ رَكبُ خَرقٍ متلِفٍ، | ومن الخَفيرِ أتاهُمُ الإخفار |