أرشيف الشعر العربي

أصبَحتُ غيرَ مميَّزٍ منْ عالَمٍ

أصبَحتُ غيرَ مميَّزٍ منْ عالَمٍ

مدة قراءة القصيدة : دقيقة واحدة .
أصبَحتُ غيرَ مميَّزٍ منْ عالَمٍ مثلَ البَهائمِ، كلُّهمْ متحيّرُ
يتخيّرونَ، على المليكِ، قضاءَهُ؛ سَفِهَ الغُواةُ، وليس فيهِمْ خَيّرُ
فاكْفُفْ لسانَكَ أن تُعيِّر، واعلمَنْ أنْ ليسَ يأمَنُ، ما يَعيبُ، مُعَيِّرُ
ما حطّ، رُتبَتَك، الحسودُ، وما الذي ضرّ الأميرَ بأن يقالَ أُمَيِّر
وسُهَيلٌ اللّمّاحُ صُغّر لفظُهُ، فانظُرْ أهيّرَهُ، بذاك، مهيِّر؟
وعهدتُني، زمنَ الشبيبةِ، ذاكياً قَبسي، فأخمِدَ، والخُطوبُ تُغيِّر
لا يستَطيعُ النّاسُ دفعَ فضيلةٍ، بالقدرِ، صيّرها إليكَ مصيِّر
هذي الكواكبُ، للمليكِ، شواهدٌ، منها الخفيّ، لناظرٍ، والنّيّر
نمنا، وما رَقَدَتْ، وحلّ مقيمُنا، والنّجمُ، في أُفقِ السماءِ، يُسَيَّر
والمرءُ حَيّاهُ المَشيبُ، فشانَهُ عند الحبائبِ، وهو نَضرٌ شيّر
آليتُ، لا يدري بما هو كائنٌ متفائِلٌ بالأمر، أو متطيّر
كالدّارِ صبّحها سوى قُطّانها، فثَوَوْا بها، وتحمّلَ المتديّر

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (أبوالعلاء المعري) .

راعتكَ دُنياكَ، من رِيعَ الفؤادُ، وما

قضى اللَّه أنّ الآدميّ معذَّبٌ،

حبَستَ كتابَ العَينِ في كلّ وجهَةٍ،

تَنوطُ بنا الحَوادثُ كلَّ ثِقلٍ،

نَفسُ الفَتى وليَتْ لهُ جسداً؛


روائع الشيخ عبدالكريم خضير