إن كانَ لم يتّركْ قيسٌ له وطَراً،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
إن كانَ لم يتّركْ قيسٌ له وطَراً، | إلاّ قضاهُ، فما قضّيتُ من وَطرِ |
وربَّ نَفسٍ أصابَتْ عيشةً رغَداً، | لوْ لم تبِتْ، من مَناياها، على خطَر |
أُمورُ دُنياكَ سطْرٌ، خطَّهُ قَدَرٌ، | وحبُّها، في السّجايا، أوّلُ السَّطَر |
صُمنا عن القوت، يوماً، ثمّ أعقبَهُ، | فِطرٌ، ولا صَومَ نرجوهُ من الفِطِر |
شاطِرْ ضعيفَكَ ما أُوتيتَ من نشبٍ، | وعَدِّ ذكركَ أُختَ الجيرةِ الشُّطُر |
عيشي بعزٍّ وموتي غيرَ خاضعَةٍ، | شَفِيتِ بالمَطرِ، بعدَ السّقيِ بالمطَر |
تضوعُ دارُكِ مِسكاً، وهي خاليَةٌ | مثلَ القَسيمَةِ بعدَ الأصْهبِ العَطِر |
كأنّما الرّوضُ، لمّا طُلّ، باكرَها، | من كلّ قُطْرٍ، بَمشبوبٍ من القُطُر |
وما اختيالُ مغانيها بمُنقِصَةٍ، | إذ ليسَ ذلك من عُجبٍ ولا بطَر |
وما أصيحُ بغِربانِ الشّبابِ: قَعِي؛ | ولا أُنادي غُرابَ الرّاسِ: لا تَطِر |
ويَحمِلُ، الهمَّ، قلبي، مُعفياً جسدي؛ | رأسي أحمُّ، وظَهري غيرُ مُنأطِر |
وما أميرُكَ، يا ابنَ المجدِ، منتسباً، | لكنّهُ ابنُ تُرابٍ، عنه، مُنفَطِر |
والإسمُ لفظٌ، أتاكَ القائلونَ به، | نأى، ولم يدْنُ للمعنى، ولم يطُرِ |
أبو نعامة، بالأعدانِ، مولدُهُ، | فكيفَ أصبحَ معزوّاً إلى قَطَر؟ |