دَعَوْا، وما فيهمُ زاكٍ، ولا أحدٌ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
دَعَوْا، وما فيهمُ زاكٍ، ولا أحدٌ | يخشى الإلهَ، فكانوا أكلُباً نُبُحا |
وهل أجلُّ قتيلٍ، من رجالِهمُ، | إذا تُؤُمّلَ، إلاّ ماعِزٌ ذُبحا؟ |
خيرٌ من الظّالمِ الجبّارِ، شيمتُهُ | ظلمٌ وحيْفٌ، ظليمٌ يرْتعي الذُّبَحا |
وليسَ عندَهُمُ دينٌ ولا نُسُكٌ، | فلا تغرّك أيدٍ تحمِلُ السُّبَحا |
وكم شُيوخٍ غدّوْا، بِيضاً مفارقُهمْ، | يُسبِّحونَ، وباتوا في الخنى سُبُحا |
لو تعقِلُ الأرضُ ودّتْ أنها صَفِرَتْ | منهم، فلم يرَ فيها ناظرٌ شبَحا |
ما ثعلبٌ، وابنُ يحيى، مبتغاي به، | وإن تفاصحَ، إلاّ ثعلبٌ ضبحا |
أرى ابنَ آدَمَ قضّى عيشةً عجباً، | إنْ لم يُرحْ خاسراً، منها، فما رَبحا |
فإن قدرْتَ، فلا تفعلْ سوى حسنٍ، | بين الأنامِ، وجانبْ كلّ ما قبُحا |
فحيرةُ المُلْكِ خِلْتُ المنذِرَين، بها، | لم يُغبقا الرّاحَ، في عِزٍّ، ولا صُبِحا |