ما جُدَرِيٌّ، أماتَ صاحبَهُ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
ما جُدَرِيٌّ، أماتَ صاحبَهُ، | من جَدَرِيٍّ، أتتْ بهِ جَدَرُ |
ما سدِرَتْ، في العيانِ، أعيُنُهم، | لكنْ عيونُ الحِجَى بها سَدَرُ |
والبدرُ بَعدَ الكَمالِ ممتَحِقٌ، | ففيمَ، يا قومُ! تُجمَعُ البِدَرُ؟ |
كيفَ وفَى، للخليلِ، مؤتَمَنٌ، | وطَبعُهُ، بالأذاةِ، مُبتَدِر؟ |
والعالَمُ ابنٌ، والدّهرُ والدُهُ، | نجلٌ غَوِيٌّ، ووالدٌ غُدَرُ |
في التُّربِ، والصّخرِ، والثّمارِ، | وفي الماءِ، نفوسٌ يصوغُها القدَر |
فصادِرٌ لا وُرودَ يُدركُهُ، | ووارِدٌ لا يَنالُهُ صَدَرُ |
إنْ سَلِمَ المَرءُ من عَواقِبِه، | فكُلُّ رُزْءٍ يُصيبُهُ هَدَر |
والرَّجْلُ إن حلّ خِدْرَ غانيَةٍ، | كالرِّجلِ في المشيِ، حَلَّها خَدَر |
يضمُّنا الجهلُ في تصرّفِنا، | ما شَدّ منّا رهطٌ ولا قَدَروا |
نطلُبُ نوراً، يلوحُ ساطِعُهُ، | ودونَ ذاكَ الظّلامُ والغَدَر |
تواضعوا، في الخطوبِ، ترتَفِعوا، | فالشُّهبُ، عندَ الرُّجومِ، تنكدر |
لا يَطلُعُ الغربُ، شافياً ظمأً، | حتى يُرَى قَبلُ، وهوَ مُنحَدِر |
والسّهلُ، قُدّامَه الحزونةُ، والصّـ | ـفْوُ، من العَيشِ، بعدَهُ كَدَر |
فَدُرَّ جوداً، فدرُّ زاخِرَةٍ | حصًى، تساوى الأنيسُ والفُدُر |
إن وطِئَتْ، هالكَ الوغى، فرَسٌ، | فجِسمُهُ، بعدَ رُوحِهِ، مَدَر |