ربّيْتَ شبلاً، فلمّا أن غَدا أسَداً
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ربّيْتَ شبلاً، فلمّا أن غَدا أسَداً | عدا عليك، فلولا ربُّهُ أكَلكْ |
جنَيتَ أمراً، فودّ الشّيخُ من أسفٍ، | لمّا جنَيتَ على ذي السنّ لو ثكلَك |
مرِحتَ كالفَرَسِ الذيّالِ، آونَةً، | ثمّ اعتراكَ أبو سعدٍ، فقد شكَلَك |
إنِ اتّكَلتَ على من لا يضيعُ له | خلقٌ، فإنّ قَضاءِ اللَّهِ ما وَكَلك |
لبِستَ ذَنباً، كريشِ النّاعباتِ، متى | يُرْحَضْ بدجلة يزدد في العيون حلك |
ولو نضَحتَ، على خدّيْك، من ندمٍ، | رَشاشَ دَمعٍ بجَفنَيْ تائبٍ غَسَلك |
أُشْعِرْتَ هَمّاً، فزادَ النّومَ طارقُهُ، | كأنّهُ، بسهادٍ واصِبٍ، كحَلك |
فما نَشِطْتَ لإخباري بفادحَة، | أوضعتَ فيها، ولم أنشطْ لأن أسَلك |
ملائكٌ تحتَها إنسٌ وسائمَةٌ؛ | فالأغبياءُ سوامٌ والتّقيُّ مَلَك |
فلا تُعَلّمْ صغيرَ القومِ مَعصيَةً، | فذاكَ وِزْرٌ، إلى أمثاله، عدلَك |
فالسّلكُ ما اسطاعَ يوماً ثَقْبَ لؤلؤةٍ، | لكن أصابَ طَريقاً نافذاً، فسلَك |
يلحاكَ، في هجركَ الإحسانَ، مضطغنٌ | عليكَ، لولا اشتعالُ الضّغن ما عذلَك |
يُريكَ نصراً، ولا يسخو بنُصرَتِهِ، | إلاّ اكتساباً، وإن خفتَ العدى خذلك |
من يُبدِ أمرَكَ لا يذمُمْكَ في خلَفٍ | ولا جِهارٍ، ولكن لامَ من جَهِلكْ |
أرادَ وِردَكَ أقوامٌ لتُرْوِيَهمْ، | فالآن تشكو، إذا شاكي الصّدى نهلك |
أُمْهِلتَ في عُنفوانِ الشرخِ، آونَةً، | حتى كَبِرْتَ وفَضّتْ برهةٌ مهلَك |
رَماكَ بالقَولِ مَلْحيٌّ تُعِدُّ له | سيفاً، أحدّكَ بالنّكراءِ، أو صقَلَك |
رآكَ شَوْكَ قَتادٍ ليس يمكِنُهُ، | ولو رآك غضيضَ النّبتِ لابْتقلَك |
للَّهِ دارَانِ: فالأولى، وثانَيةٌ | أُخرى، متى شاءَ في سلطانِه نقلَك |