حياةٌ عناءٌ، وموتٌ عنا؛
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
حياةٌ عناءٌ، وموتٌ عنا؛ | فليتَ بَعيدَ حِمامٍ دَنا |
يدٌ صفرَتْ، ولَهاةٌ ذوَتْ، | ونفسٌ تمنّتْ، وطَرفٌ رَنا |
ومَوقدُ نيرانه في الدجى، | يرومُ سناءً برفع السّنا |
يحاولُ من عاش سَترَ القميصِ، | ومَلْءَ الخميص، وبُرْءَ الضنى |
ومنْ ضمَّهُ جدثٌ لم يُبَلْ | على ما أفادَ، ولا ما اقتنى |
يصيرُ تراباً، سَواءٌ عليه | مسُّ الحرير، وطعنُ القنا |
وشُربُ الفَناء بخَضرِ الفِرنْدِ، | كأنّ، على آُسّهِنّ، الفِنا |
ولا يزدهي غضبٌ حِلمَهُ، | ألقَّبه ذاكرٌ أم كَنا |
يُهنّأُ، بالخير، من نالَهُ، | وليسَ الهَناءُ على ما هُنا |
وأقربْ، لمن كان في غبطةٍ، | بلقيا المُنى من لقاءِ المَنا |
أعائبةٌ جسدي روحُه، | وما زالَ يخدُمُ، حتى ونى |
وقد كلّفَتْه أعاجيبَها، | فطوراً فُرادى، وطوراً ثُنا |
ينافي ابنُ آدمَ حالَ الغصون، | فهاتيك أجنتْ، وهذا جنى |
تُغيّرُ حِنّاؤه شيبَهُ، | فهل غيّرَ الظهرَ لما انحنى |
إذا هو لَمْ يُخْنِ دهرٌ عليه، | جاءَ الفريَّ، وقال الخنى |
وسِيّانِ مَن أُمُّهُ حُرّةٌ | حصانٌ، ومَن أُمُّهُ فَرْتنا |
ولي مَوْرْدٌ بإناءِ المَنونِ، | ولكنّ ميقاتَهُ ما أنى |
زمانٌ يخاطبُ أبناءَه، | جِهاراً، وقد جهلوا ماعنى |
يبدِّلُ باليُسرِ إعدامَهُ، | وتَهدِمُ أحداثُه ما بنى |
لقد فزتَ إن كنتَ تُعطى الجِنانَ | بمكة، إذ زُرْتها، أو مِنى |