أباهل هل أنتم مغير لونكم
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أبَاهِلَ هَلْ أنْتُمْ مُغَيِّرُ لَوْنِكُمْ | وَمَانِعكُمْ أنْ تُجعَلوا في المَقاسِمِ |
هِجاؤكُمُ قَوْماً أبُوهُمْ مُجاشِعٌ | لَهُ المأثُرَاتُ البِيضُ ذاتُ المكارِمِ |
فَإنّي لأسْتَحْيِي، وَإني لعَابِىءٌ | لكُمْ بَعضَ مُرّاتِ الهِجاءِ العَوَارِمِ |
ألمْ تَذْكُرُوا أيامَكُمْ إذْ تَبيعُكمْ | بَغِيضٌ وَتُعطي مَالكُمْ في المَغارِمِ |
يُعَجِّلْنَ يَرْهَصْنَ البُطُونَ إليكمُ | بأعجازِ قِعدانِ الوِطابِ الرّوَاسِمِ |
بَني عامِرٍ هَلاّ نَهَيْتُمْ عَبيِدَكُمْ | وَأنْتُمْ صِحاحٌ مِنْ كُلُومِ الجَرَائمِ |
فإني أظُنّ الشِّعْرَ مُطّلِعاً بِكُمْ | مَنَاقِبَ غَوْرٍ عَامِداً للمَوَاسِمِ |
وَإنْ يَطّلِعْ نَجْداً تَعضّوا بَنانَكُمْ | على حِينَ لا تُغْني نَدامَةُ نَادِمِ |
وَما تَرَكَتْ منْ قَيس عَيلانَ بالقَنَا، | وَبالهُنْدُوَانِيّاتِ، غَيْرَ الشّرَاذِمِ |
بَناتُ الصّرِيحِ الدُّهْمُ فَوْقَ مُتونِها | إذا ثَوَّبَ الدّاعي رِجالُ الأرَاقِمِ |
أظَنّتْ كِلابُ اللّؤمِ أنْ لَستُ شاتماً | قَبائِلَ إلاّ ابْنَيْ دُخَانٍ بِدارِمِ |
لَبئْسَ إذاً حامي الحَقِيقَةِ وَالّذِي | يُلاذُ بِهِ مِنْ مُضْلِعَاتِ العَظَائِمِ |
وكَمْ من لَئِيمٍ قَدْ رَفَعتُ له اسمَهُ | وَأطْعَمتُهُ باسْمي وَلَيسَ بطاعِمِ |
وَكانَ دقيقَ الرّهْطِ، فازْدادَ رِقّةً، | وَلُؤماً وَخِزْياً فاضِحاً في المَقَاوِمِ |
أباهِلَ! إنّ الذّلّ بالّلؤمِ قَدْ بَنى | عَلَيكُمْ خِباءَ اللّؤمِ ضْربَةَ لازِمِ |
أباهِلَ! هلْ منْ دونكُمْ إنْ رُدِدْتُمُ | عَبِيداً إلى أرْبابكُمْ مِنْ مُخاصِمِ |
أبَاهِلَ! مَا أنْتُمْ بِأوّل مَنْ رَمَى | إليّ، وَإنْ كُنتُمْ لئامَ الألائِمِ |
فإنْ تَرْجِعوني حيثُ كُنتُمْ رَدَدْتُمُ | فَقَدْ رُدّ بِالمَهْدِيِّ كُلُّ المَظَالِمِ |
وَهَلْ كُنْتُمُ إلاّ عَبِيداً نَفَيْتُمُ | مُقَلَّدةً أعْنَاقُهَا بالخوَاتِمِ |
إذا أنْتمَا يا ابْنَيْ رَبِيعَةَ قُمْتُمَا | إلى هُوّةٍ لا تُرْتَقى بِالسّلالِمِ |
فَإيّاكُمَا لا أدْفَعَنّكُمَا مَعاً | إلى قَعْرِهَا بَعْدَ اعْترَاقِ المَلاوِمِ |
وَإنّ هِجَاءَ البَاهِلِيّينَ دارِماً | لإحْدى الأمُورِ المُنكَرَاتِ العَظائِمِ |
وَهَلْ في مَعَدٍّ مِنْ كِفَاءٍ نَعُدُّهُ | لَنَا غَيرَ بَيْتَيْ عَبدِ شَمسٍ وَهاشِمِ |
ألسْنَا أحَقَّ النّاسِ حِينَ تَقايَسُوا | إلى المَجْدِ بالمُستَأثَرَاتِ الجَسايِمِ |
وَإنْ تَبْعَثُوني بَعْدَ سَبْعِينَ حِجّةً | أكُنْ كَذابِ النّارِ ذاتِ الجَحائِمِ |
وإنّ هِجائي ابْنْي دُخَانٍ، وأْنتُمَا | كَأمْلَسَ مِنْ وَقْعِ الأسِنّةِ سالمِ |
فَلَمْ تَدَعِ الأيّامُ، فاستَمِعا التي | تُصِمّ وَتُعْمي بِالكِبَارِ الخَوَاطِمِ |
وَقَدْ عَلِمَتْ ذُهْلاَ رِبِيعَةَ أنّكُمْ | عبِيدٌ، وَكُنْتُمْ أعْبُداً للّهَازِمِ |
فَقَدْ كُنْتُمُ في تَغْلِبٍ بِنْتِ وَائِلٍ | عَبيداً لهمْ، يُعطَوْنَ خَرْجَ الدّرَاهمِ |